الخلاصة:
إن الحديث عن اليجرة العممية األكبر في بناء الحضارة
ّ
ّمت السر
ىو حديث عن ظاىرة مث
اإلنسانية من خالل تالقح األفكار و انتقال العموم بين الشعوب و األماكن ، ومن خالليا
ازداد التقارب اإلنساني بعيدا عن تنافر السياسة و الحرب ، فساىمت بذلك في بناء مختمف
الحضارات وتنوع مختمف الثقافات بين الشعوب ، وقد أشار ابن خمدون إلي ذلك حينما قال7
"... إن الرحمة في طمب العمم ولقاء المشيخة, مزيد كمال في التعميم و السبب في ذلك أن
البشر يأخذون معارفيم وأخالقيم و ما ينتحمون بو من المذاىب و الفضائل تارة عمما و
تعميما و لقاء تارة محاكاة تمقينا بالمباشرة, فالرحمة ال بد منيا في طمب الكتساب الفوائد
والكمال بمقاء المشايخ ومباشرة الرجال و اهلل ييدي من يشاء إلي صراط المستقيم..."
و لم تشذ الجزائر في معرفة ىذا الحراك العممي من خالل ما كان ليم من دور كبير في
الحفاظ عمي اليوية الوطنية لمجزائر و خاصة في ضل السياسة االستعمارية الفرنسية التي
حرست عمي محاربة التعميم وسعت إلي محو اليوية اإلسالمية العربية لمجزائريين, وقد أدرك
أبناء ىذه األمة أن اليجرة العممية تحقق التماسك االجتماعي الصحيح فقد نشطت الزوايا و
الكتاتيب والمدارس كمراكز إشعاع عممي وديني عبر مختمف أقطار الوطن.
و كان لمنطقة الجمفة حيز كبير من تمك اليجرة سواء عمى مستواىا الداخمي أو الخارجي و
ما انعكس عنيا من دور تعميمي و إصالحي في المنطقة رغم الظروف القاسية التي شيدتي