Abstract:
إن لكل دراسة أهمية و تكمن أهمية هذا المخطوط المسمى» بتنوير المقالة في حل ألفاظ الرسالة « الذي يُعد باكورة التأليف في الفقه المالكي، فهو من أهم شروح "الرسالة في الفقه المالكي" لابن أبي زيد القيرواني المالكي، فهو فعلا شرح لرسالة القيرواني لدرجة أن القارئ لا يستطيع التمييز بين شرح المؤلف و صاحب الرسالة، كما أنه يمتاز بثرائه و تنوعه بالأدلة على المسائل الفقهية ككتاب الله و سنة رسوله إضافة إلى آراء و مواقف الفرق و حتى الأبيات الشعرية فهذا يدل على سعة الرصيد المعرفي لصاحب المخطوط، كما نلاحظ قوة لغته و فصاحته و من الملاحظ كذلك كثرة الهوامش الموجودة بهامش الصفحة أو في وسطها فهي عبارة عن توضيحات و شروح سماها بالتتمات أو التنبيهات، توجد أحيانا في عبارة "قف".
بالرغم من مشقة دراسة المخطوطات إلا أنها تمتاز بنكهة البحث الجدّي خاصة في صعوبة الحصول عليه فإنها تخلق لدى الطالب رغبة البحث عنه أكثر، أيضا صعوبة القراءة كل هذا و غيره يجعل الطالب يتشعب في طرق علمية لم يتطرق لها من قبل أو مرّ عليها مرور الكرام، فهذا لا يعنِ التقليل أو التقزيم من باقي البحوث الأكادمية التي طرحت أو التي على عتبة النقاش، بل كل عمل علمي فهو ثمرة جهد صعب وطويل.
و بناءا عليه نترك جملة من التوصيات أهمها:
بما أن هذه الدراسة الأولى من نوعها على مستوى المعهد فهي بمثابة التجربة الأولى فنتمنى أن تكون بداية الطريق الذي يسير عليه باقي الطلبة، كما نأمل من الدفعات القادمة أن تقوم بدراسة و تحقيق للمخطوط، لذا نرجو من أساتذة التاريخ تحفيز الطلبة و دعمهم على اقتحام هذا المجال الخصب و الفتي خاصة تراث المنطقة.
- 107–
التواصل بين الطلبة و القائمين على الزوايا و أصحاب الخزانات الخاصة، من أجل فتح هذه الخزانات للطلبة لتعريفهم بهذا الموروث التقافي، و هذا من خلال التنسيق بينهم و بين الأساتذة عن طريق تنظيم الندوات و الملتقيات و إن أمكن يكون هذا النوع من التجمعات وطنية.
نشر أعمال الملتقيات و الندوات الخاصة بالمخطوط في كتب و الإعتماد عليها كمراجع.
تسليط الضوء أكثر على أهمية المخطوطات بواسطة وسائل الإعلام لكسب إهتمام الطبقة المثقفة.
كما نتمى من الأساتذة الأفاضل تدريس المخطوطات في المدرجات الجامعية سواء كان مقياسا أو يكون ضمن برنامج المحاضرة.
جمع نسخ من المخطوطات و إدراجها في مكتبة قسم العلوم الإنسانية.