dc.contributor.author | غيثي, الاخضر | |
dc.contributor.author | غيثي, بلغيث | |
dc.date.accessioned | 2024-06-04T08:21:54Z | |
dc.date.available | 2024-06-04T08:21:54Z | |
dc.date.issued | 2014-06-04 | |
dc.identifier.uri | http://dspace.univ-djelfa.dz:8080/xmlui/handle/123456789/6087 | |
dc.description.abstract | مثلت الحرب العالمية الأولى (1914ــ 1918)م أول حرب أخذت صبغة العالمية بكل ما تحمل هذه الكلمة من أبعاد جغرافية وبشرية، فكان من طبيعي أن تكون أكثر الحروب هولًا في تاريخ الإنسانية، وهو ما جعل شعوب المعمورة تطمح بعدها في عالم مشرق بالحرية والأمن والمساواة بعيدا عن منطق القوة، نتيجة لمبادئ (ولسن) الشهيرة والتي من بينها "حق الشعوب المستعمرة في تقرير مصيرها" ووعود فرنسا التي كانت تقدمها أثناء حاجتها لتهدئة الحالة في مستعمراتها حتى تتفرغ للحرب؛ انتظر الجميع رؤية الأماني التي ألتزم بها الحلفاء للشعوب المضطهدة في سائر بلدان العالم بحق الحرية بشأن مصيرها إذا هم انتصروا على ألمانيا وحلفائها وخاصة شروط (ولسن) التي زرعت أملا كبيرا في نفوس الشعوب الضعيفة، ونتيجة لذلك وجدت الدول المنتصرة في الحر ب ثمة ضرورة مُلِّحة لعقد مؤتمر دولي يبحث تنظيم العلاقات الدولية بعد الحرب العالمية الأولى وفي 18 جانفي 1919م حيث دعت الدول المنتصرة في الحرب (الحلفاء ) إلى مؤتمر عالمي عرف باسم مؤتمر الصلح. لكن أنانية المنتصرين في هذه الحرب والمتشبثين بمنطق القوة دوما جعلتهم يصنعون في مؤتمر فيرساي سلاما هشَّا وهميا وملغما، ضمن نظام دولي جديد دعائمه معاهدات مفروضة على المنهزمين كرَّست منطق القوة والغلبة على حساب الحق والعدل فهذه الاتفاقيات التي فرضت على المنهزمين تركت فيهم خيبة أمل واسعة وخيانة سافرة من الحلفاء لتضحياتهم المجانية في الحرب. أما في يخص الوطن العربي فقد كانت ملابسات ونتائج الحرب النهائية نقمة بالجملة عليه مشرقه ومغربه وفي كل المجالات المادية والبشرية والسياسية، وكانت قرارات مؤتمر (سان ريمو) بما تضمنته من قرار فرض الانتداب على بلاد الشام والعراق، تأكيداً وتزكية جماعية لوعد (بلفور) وبتواطؤ عالمي من عصبة الأمم ذاتها، هذه القرارات مثلت قمة الغدر والخيانة للعرب من الحلفاء الديمقراطيين وتنكرا للوعود والعهود ولأسطورة مبادئ (ولسن) الأربع عشر الخرافية التي انتقل العرب بموجبها من هيمنة الدولة العثمانية إلى جحيم الاستعمار البريطاني والفرنسي، حيث بدت بريطانيا بتطبيقها لعملية الانتداب على شرق الأردن وفلسطين والعراق، فكانت بعد الحرب المستفيد الأول في منطقة الهلال الخصيب استعماريا واستطاعت أن توفق بين مصالحها وتحالفها مع فرنسا وتعاطفها مع الصهاينة وصداقتها مع الأعيان العرب ، كما تنكرت فرنسا في المغرب العربي للوعود التي كانت قبلتها أثناء الحرب حيث أدارت فرنسا ظهرها لوعودها، لجأت وكعادتها إلى حلول تربط مستعمراتها بها سياسيا واقتصاديا دون السماح لشعوبها حتى بالحقوق الطبيعية. كانت الحرب العالمية الأولى بمعاركها ومؤتمراتها بدمارها المادي والبشري وكان العرب الخاسر الأكبر فيها وعلى جميع الأصعدة حيث كان العرب ضحية الضعف والهيمنة الأجنبية والسذاجة العربية التي تكمن في وضع الثقة في المستعمرين، هذا ما جعل العالم العربي يقع تحت الهيمنة الاستعمارية من جديد، حيث أن تجاهل المطالب العربية في مؤتمر الصلح، وفرض الانتداب الاستعماري وسقوط الآلاف من القتلى والجرحى في ساحات القتال هي نتائج ما كان ينتظره العرب من وعود الحلفاء، إضافة إلى الإحساس بمرارة الحقد والخديعة من الحلفاء، فنتائج المؤتمر كانت نقمة على العالم العربي؛ خاب أمل العديد من زعماء العرب في عدالة الأقوياء ومن بينهم سعد زغلول من مصر والأمير فيصل بن الحسين من الجزيرة العربية ثم الشام والأمير خالد من الجزائر وعبد العزيز الثعالبي من تونس الذين تقدموا بعرائض إلى الرئيس (ولسن) على أمل منهم في إعطاء بلدانهم الحرية في تحقيق مصيرها. والواقع أن مؤتمر الصلح لم ينعقد للتفاوض مع الأعداء على شروط الصلح ، ولكن لإملاء الشروط عليهم والتي تم الاتفاق عليها في غياب الأعداء، إذا لم يكن من حق المهزوم أن يشارك في وضع ترتيبات ما بعد الحرب لنفسه وحاضره ومستقبله . وفي الأخير يمكن القول أن المؤتمر لم يحقق أماني وتطلعات الشعوب الضعيفة في تحقيق مصيرها بل كرَّس الهيمنة الاستعمارية عليها وترك العالم يعيش بالأمل الموعود في تحقيق السلام، ودون أن يتحرر الناس كلية من الخوف والقلق على الحياة في المستقبل في ضل النظام الدولي الجديد المؤسس على القوة والغلبة والأنانية والخالي من التوازن في المصالح بين شعوب المعمورة. | en_EN |
dc.language.iso | other | en_EN |
dc.subject | مؤتمر الصلح - التحرر | en_EN |
dc.title | مؤتمر الصلح 1919 م وقضايا التحرر في الوطن العربي | en_EN |
dc.type | Other | en_EN |