عصرنة وتحسين الخدمة العمومية في الجزائر دراسة حالة ولاية المسيلة 2007 2016

Abstract

الــــمـــلــخـــص في إطار الإصلاحات التي تم الشروع فيها من قبل السلطات العمومية ، فان إعادة تأهيل المرافق العمومية الإدارية هي في صلب اهتماماتها ، ومن هذا المنطلق فقد بذلت الدولة مجهودات كبيرة من اجل تزويد الإدارات المحلية بمنشآت قاعدية وتجهيزات ضرورية لأداء مهامها ، وذلك بانجاز وتجهيز وتهيئة العديد من المقرات الإدارية ، وتعزيز مواردها البشرية، لضمان تأطيرها ، بالإضافة إلى تفعيل برنامج طموح يهدف إلى عصرنة المرافق العمومية الإدارية ، وإدخال المعلوماتية في إدارتها وأدائها لمهامها . كل هذا من اجل تحسين نوعية الخدمات التي تقدمها للمواطن ، والعمل على إعادة الثقة بينه وبين الإدارة ، وإشراكه في اتخاذ القرار . وهذا ما تجسد على ارض الواقع على المستوى المحلي ، من خلال مباشرة عمليات العصرنة وتخفيف الإجراءات الإدارية وتحسين ظروف استقبال المواطنين والتكفل بانشغالاتهم . حيث قامت وزارة الداخلية بالشروع في تنفيذ العملية ، من خلال القيام بعملية واسعة لتكوين الموظفين ، وتهيئة وانجاز المقرات ، لتحسين ظروف العمل والاستقبال ، ووضع الشبكات والتجهيزات الالكترونية اللازمة . وقد أنهى القطاع بكل نجاح أهم عملية في برنامج العصرنة وهي رقمنة سجلات الحالة المدنية ووضع السجل الآلي للحالة المدنية حيز الخدمة ، وبالموازاة مع ذلك تم إصدار جواز السفر البيومتري وبطاقة التعريف البيومترية ، و الانتهاء من حجز بيانات بطاقات ترقيم السيارات ، ورخص السياقة ، ما سيمكن قريبا من إصدار بطاقة ترقيم السيارات الالكترونية ، ورخصة السياقة البيومترية . وفي نفس الإطار قام القطاع على المستوى المحلي باتخاذ إجراءات عملية لتخفيف الملفات الإدارية، وتحسين ظروف استقبال المواطنين، ووضع آليات فعالة للاستماع لانشغالاتهم عن طريق الاستقبالات المباشرة أو عن طريق مركز النداء لوزارة الداخلية . وقد انعكست كل هذه الإجراءات على المستوى المحلي من خلال التقليل من الضغط على مصالح الحالة المدنية ومصالح تنقل السيارات واختفاء الطوابير ، وتقريب الإدارة من المواطن بصورة فعلية عن طريق إعفائه من تقديم العديد من الوثائق وتمكينه من وثائق الحالة المدنية دون الحاجة إلى التنقل إلى بلديته الأصلية وحصوله على بطاقة التعريف الوطنية ورخصة السياقة وبطاقة ترقيم السيارات وبطاقة المراقبة في نفس يوم إيداعها . ويبقى أن عملية العصرنة لا يجب أن تكون عملية مؤقتة بل يجب أن تكون عملا مستمرا وجزءا من ثقافة المؤسسة وقيم التسيير حتى يمكن الوصول إلى إدارة ناجعة ، شفافة ومهتمة بإرضاء المرتفقين.