الخلاصة:
إن نسبة الأمهات العاملات أخذ يرتفع شيئاً فشيئاً، على مر الأيام في المجتمع
الج ا زئري ، حيث أصبح ليس بظاهرة غريبة فالم أ رة حتى في المجتمعات التقليدية مارست
أعمالا مختلفة لتحقق حاجاتها وحاجات أسرتها إلا أن طبيعة العمل الذي مارسته الم أ رة
يختلف باختلاف المرحلة التاريخية لان ظروف الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية
تتغير من مرحلة تاريخية إلى أخرى وكان و ا رء خروج الم أ رة إلى ميدان العمل المهني
دوافع عدة ومتنوعة، تهتم معظم الاُمم والشعوب بأطفالها ، وتسعى بشكل عام لتوفير
الأجواء الصالحة والظروف المناسبة لإعدادهم ليكونوا بناة الحضارة وقادة المستقبل .
وتتأثّر نشأة الأطفال قبل أي شيء آخر بالظروف البيتية خصوص اً السنين الاُولى من
حياتهم، ولتواجد الاُم في البيت وحسن رعايتها للطفل الأثر الكبير في السلامة النفسية
والجسدية له ، ومن هذا الجانب تبرز أهمّية بحث تأثير خروج الم أ رة العاملة على التنشئة
الأسرية للأبناء، وبالتالي غيابها لفترة عن البيت يؤثر على نمو الأطفال ورشدهم الذهني
ومستقبلهم الشخصي.
فالم أ رة في محاولتها للتوفيق بين حياتها المهنية والأسرية لا سيما رعاية الأبناء تسلك
طريقا صعبا وجادا أكثر من أي وقت مضى، لان خروجها للعمل يسبب لها اضط ا ربا كما
يعمل على تشتيت جهدها، وعدم ضبط نفسها، وفقدان القدرة على التركيز والقلق المستمر
الذي تعيشه في اغلب الأوقات، إضافة إلى الإرهاق والتعب من العمل.
والى جانب هذا نجد أن عمل الم أ رة لمدة طويلة خارج بيتها يؤثر كثي ا ر على تربيتها
لأبنائها بحيث اتضح لنا من خلال د ا رستنا السابقة ان عملها اثر على تعاملها مع ابنائها
م ا زجيا حيث يجب أن تتجنّب الاُمّهات قدر الإمكان الأعمال الشاقّة والخطرة وذات
الضغط النفسي الشديد حتّى لا يؤثر ذلك على دورهنّ العاطفي والتربوي في الاُسرة
المرأة العاملة والتنشئة الأسرية للطفل
.
97
كما اتضح لنا ايضا ان خروج الام للعمل وان طول مدة عمل المبحوثات اثر سلبا على
تربية الطفل لان عمل الام جعلها لا تستطيع م ا رقبة ومتابعة ابنائها بسبب غيابها عنهم
وفي هذا الاساس يجب الوقوف على العوامل التي تحول دون توفيق الام العاملة بين
عملها الوظيفي، وواجباتها المنزلية لا سيما تربية اطفالها ورعايتهم وقد تبين لنا هذا من
خلال بعض نتائج الد ا رسة .