الخلاصة:
عرفت الجزائر أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين واقع مزري من جراء الوجود الاستعماري الفرنسي ومخططاته الهادفة إلى دمج الجزائر بفرنسا وفسخ مقوماتها العربية الإسلامية، وبسبب الاضطهاد الذي مارسته السلطات الفرنسية انتشر الجهل وهاجرت اغلب العائلات الجزائرية الكبيرة إلى الأقطار المجاورة، فظهرت "كتلة المحافظين "التي بقت صامدة من أجل إصلاح المجتمع الجزائري، وساهمت في النهضة الفكرية إبان الحقبة الاستعمارية فأخذوا على عاتقهم إنقاذ الشعب الجزائري من حالة التخلف والجهل وكشف خطورة المستعمر الفرنسي الذي سعى إلى تطبيق التجنيس والتنصير وفرض اللغة والثقافة الفرنسية عن طريق السيطرة على المدرسة الجزائرية الأصلية واضطهاد المثقفين الجزائريين أمثال الشيخ المصلح عبد الحليم بن سماية الذي وقف بالمرصاد أمام مشاريع فرنسا وكان له دور في إصلاح المجتمع الجزائري، وسوف نسلط الضوء عليه في مذكرتنا هذه ونستعرض نشاطه الإصلاحي والأساليب التي انتهجها في تحقيق أهدافه في مجالات مختلفة.