Abstract:
شهدت الكتابات التاريخية التي تناولت تاريخ األندلس طوال القرون الثمانالتي شغلها الوجود
اإلسالمي في بعض أجزاء شبه الجزيرة األيبيرية ،نشاطا ملموسا في الجانب البحثي ،بيد
أنه ال يزال العموض يكتنف الكثير منها وال سيما ما يتعلق بحدود أو امتداد الوجود اإلسالمي
في مناطق شبه الجزيرة اإليبيرية وال سيما المناطق الشمالية من إسبانيا النصرانية وتحديدا
منطقة أشتوريس Asturias التي ظلت في حكم المجهول في الكتابات التاريخية اإلسالمية
بسبب قلة المعلومات التاريخية حول تلك المرحلة التأسيسية من عمر مملكة أشتوريس
Asturias. إذ نالت هذه المنطقة شهرة واسعة في الكتابات التاريخية اإلسبانية كونها المنطقة
األولى التي شهدت انطالق أول حركة مقاومة للوجود اإلسالمي في شبه الجزيرة اإليبيرية
عرفت بحركة االسترداد االسبانية (الريكونيكسيتا ) Reconquista-Al) 98-897ه /717-
1492م)، تزعمها القائد الثوري المدعو بالي ،الذي كان والبزال محل قداسة واحترام من قبل
الباحثين اإلسبان ، إذ كان له دور كبير في تأسيس هذه الحركة التي أخذ قادتها على عاتقهم
مهمة قومية كبرى تمثلت بمقارعة الوجود اإلسالمي في شبه الجزيرة اإليبيرية ،وإنهاءه من
كامل التراب اإليبيري ،علما أن هذه الحركة مرت بأكثر من دور قبل أن تتبلور وتفرض نفسها
،فاتسع نطاقها وتعززت أركانها ،واتخذت مخططات شاملة محكمة استطاعت من خاللها تحقيق
نجاحات عسكرية كبرى مستغلة ضعف الكيان السياسي في األندلس اإلسالمية .ومن هنا انبثقت
أهمية الموضوع كونه من المواضيع المختلف عليه عند جمهور الباحثين والسيما في ما يتعلق
بتفسير مصطلح االسترداد وتحديد سنوات انطالقه ،لذا جاءت هذه الدراسة لتكشف النقاب عن
حقبة تاريخية مهمة استطعنا أن نحدد ماهية االسترداد ومفهومه كونه حركة وطنية كانت اسبانيا
وما تزال تعظمها وتتغنى بها إلى يومنا هذا