Abstract:
عزف العالم العديد من التطورات على عديد الأصعدة: التكنولوجي، الإداري، الثقافي والاجتماعي ، ومع التوسع المؤسساتي الحاصل، أصبحت المجتمعات المعاصرة عبارة عن "مجتمعات مؤسسات" كتعبير عن انتشار العمل المؤسسي في كل المجالات.
فالفرد يود في مؤسسة هي المستشفى، ويترعرع في مؤسسة الأسرة أو الزوضة، يدرس في مؤستسة المدرسة، يمارس هواياته في المؤسسات الزياضية والترفيهية ... ويعمل في مؤسسات صناعية أو خدمية. وهو ما جعل الاهتمام يتزايد نحو إدارة الموارد البشرية، والتركيز على وظائفها داخل هذه المؤسسات المختلفة لتحقق الأهداف المنوطة بها.
فوظائف هذه الوحدة الإدارية لم تكن بالشكل الذي هي عليه حيث شكلت إسهامات "فريدريك ونسلو تايلور" اللبنة الأولى لها، لتتطور تدريجيا مع ظهور مدرسة العلاقات الإنسانية التي أستست لتطور العلوم
السلوكية، لتأخذ البعد الإستراتيجي نتيجة زيادة حذة المنافسة في الستوق، وقناعة المسيرين بأن العنصر البشري هو الستبيل الوحيدة لتقليص الفجوة في الموارد الأخرى، وكذا تحقيق الميزة التنافسية من خلال ما يمكن تقديمه من أفكار وابداع وابتكارات.
إن المؤسسة الجزائرية اليوم ليست بمعز عن تلك التغيزات التي يعرفها العالم، وليست بعيدة عن التحولات التوسيوثقافية والتكنولوجية الهائلة، ومواردها البشرية لم تعد تلك الموارد التي تسم بالبساطة وعدم التأهيل ونقص الخبرة، فهي عبارة عن رأسمال بشري بما تحمله الكلمة من معنى -يستدعي من هذه المؤسسات إدارته بشكل إستراتيجي يضمن لها الاستفادة من خبراته وأفكاره وطاقاته بما يكفل لها بلوغ الميزة التنافسية وتقليص الهوة بينها وبين منافساتها في السوق.
إذا كان تقسيم العمل واليد الخفية عند أدم سميث من أهم الموضوعات المدروسة التي نال بها آدم سميث رتبة الريادة فان ابن خلدون قد أفاض قبله بأربعة قرون في نفس الموضوع، فكان التعاون أو التخصص والحافز الاقتصادي من بين الكثير مما قدمه .
يعذ دوركايم المؤسس الرئيسي لعلم الاجتماع بالمعنى الأكاديمي والجامعي، إذ بفضل جهوده وإصراره على فكرة الاختلاف النوعي للدراسات الاجتماعية عن الدراسات الفلسفية والنفسية، وعمله على تأسيس كرسي أكاديمي لعلم الاجتماع في الأكاديمية الفرنسية، ظهر علم الاجتماع في شكل مؤسسي. ولعلها نتيجة طبيعية فرضتها تطلعات وأفكار دوركايم على الخصوص -الذي قدر له أن يواجه ظروفا مرتبطة بالعمل الأكاديمي الجامعي عكس سابقيه، ابن خلدون وأوجست كونت، وماركس الذين كانوا رجال فكر ورجال حياة عامة. ولأول مرة يقر الفكر الاقتصادي الأوربي على يد آدم سميث بأن العمل الإنساني هو مصدر الثروة الحقيقية للأمة، هذه العبارة التي أحدثت انقلابا جذريا في دراسات الاقتصاد السياسي في العصر الحديث، سبقتها بأربعة قرون عبارة ابن خلدون التي تبين بكل وضوح بأن العمل الإنساني هو مصدر كل ثروة ولو كانت في تناوله وابتغائه.
يقول ابن خلدون: "أعلم أن الكسب إنما يكون بالسعي في الاقتناء والقصد في التحصيل فلا بد في الرزق من سعي وعمل ولو في تناوله واقتنائه ... فلا بد من الأعمال الإنسانية في كل مكسوب ومتمول.
ويؤكد آدم سميث منذ البداية أن الثروة التي تنتج بكل اختلافاتها ترجع إلى العمل الإنساني، وليس إلى قوى الطبيعة كما كان سائدا في الفكر الاقتصادي السابق له، وبدون عمل الإنسان تظل هذه القوى كالأرض وما بباطنها من كنوز وما فوقها من خيرات غير ذات نفع، فهي عبارة عن موارد ومواد أولية لا يستطيع أن تشبع رغبات وحاجات البشر إلا إذا بذل فيها عمل إنساني على سبيل الاستغلال واستخراج المنافع. والعمل في نظر أدم سميث هو العمل الكلي للمجتمع.
و بناءا على ما سبق فإن هذه الدراسة تناولت هذا الموظوع من خلال خطة البحث التي ستشمل على مقدمة وخمسة فصول و خاتمة :
يحتوي الفصل الأول على الجانب المنهجي للدراسة, أما في الفصل الثاني : مخصص لدورالعاملفيالمؤسسةالعمومية", و الفصل الثالث خصص للصراعبينالموظفين" , أما الفصل الرابع :إجراءات الدراسة الميدانية الفصل الخامس خصصناه لتحليل و مناقشة نتائج الدراسة واختبار الفرضيات .