Abstract:
وفي ختام دراستنا لموضوع المقاومة الثقافية الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي ما بين 1900-1954م التي لا تقل أهمية عن غيرها من المقاومات سواء السياسية أو العسكرية، يمكن استخلاص مجموعة من النتائج لخصناها فيما يلي:
-اولا: انتشار المؤسسات الثقافية في الجزائر أواخر العهد العثماني كالمساجد والزوايا والمدارس والكتاتيب وقيامها بدورها الايجابي بالتعليم والتثقيف في مختلف المجالات، والاهتمام بالعلوم الدينية والشرعية، واللغة والشعر.
- ثانيا: بوقوع البلاد تحت وطأة الاحتلال عمد هذا الأخير الى طمس الهوية الجزائرية بمحاربة الدين الاسلامي، واللغة العربية، وكل ماله علاقة بثقافة المجتمع، من خلال تهديم المساجد والزوايا وتحويلها الى كنائس واسطبلات، وطمس معالم المدنية وتشويه تاريخه الاسلامي العربي.
-ثالثا:أن جرائم الاستعمار الفرنسي إذا كانت قضية سياسية في ظاهرها فإنها قضية اجتماعية وثقافية فيالأساس، ذلك أن انعكاساتها شملت الجانب الثقافي باعتبارها مست الإنسانوثقافته.
-رابعا: رغم كل الاجراءات التي قامت بها الادارة الفرنسية من أجل القضاء على مقومات الشعب الجزائرية وطمس هويته، لم يقف عائقا أمام بروز مجموعة من المثقفين الجزائريين الذين أدركوا أن أنجح وسيلة لمقاومة الاستعمار هي إتباع نفس الأسلوب، لذلك عمد هؤلاء للمقاومة الثقافية الفكرية، وذلك عن طريق نشاط الحركة الوطنية، وإنشاء النوادي والجمعيات الثقافية، واصدار الصحف والمجلات.
-خامسا: ظهور حركة إصلاحية (جمعية العلماء المسلمين) يتزعمها عبد الحميد بن باديس في وقت كانت الأوضاع جد مزرية بسبب الاحتلال من أجل التصدي لسياسة فرنسا والحفاظ على الهوية الجزائرية "شعب الجزائر مسلم وإلى العروبة ينتسب، من قال حاد عن أصله أو قال مات فقد كذب".