الخلاصة:
نختم هذه الد ارسة والتي عنوانها " الحياة الفكرية في المغرب األوسط خالل عصري الدولة
الزيرية والحمادية" بأن نبين بعض النتائج التي توصلنا إليها والتي يمكن تلخيصها فيما يلي :
أوضحت الدراسة حدود المغرب األوسط، فيحده غربا نهر ملوية، وهو الحد الفاصل بينه
وبين بالد المغرب األقصى، يقول ابن خلدون : هو ديار زناتة كان لمغ اروة، وبني يفرن، وكان
معهم مديونة، ومغيلة، ومطامطة، وكومية، ومطغرة، ثم صار من بعدهم لبني ومانو، وبني
يلومي، ثم لتوجين، وبني عبد الواد، وقاعدته في هذا العهد تلمسان وهي دار ملكه.
وأظهرت الدراسة لمحة عامة عن الدولتين الزيرية، والحمادية، فبينت أسباب نشأتهما وأهم
أمراءهما وحدودهما الجغرافية، وعواصمها.
و بينت أن الدولتين من الدول اإلسالمية النظامية، وأن نظام الحكم فيها كان نظاما ملكيا وراثيا
منحصرة في أسرى كل بني زيري وبني حماد.
كما كانت حدود الدولتين متذبذة وغير مستقرة، وهذا حسب الحالة السياسية التي تمر بها
الدولة، وقدرتها على التوسع أو الحفاظ على ملكها.
وأكدت الد ارسة على أن اإلزدهار الحضاري والفكري لبالد المغرب خالل عهد الدولتين لم
يأت من فراغ، بل جاء نتيجة لعوامل كثيرة منها : تشجيع األمراء، والرحاالت العلمية.
كما أن الدراسة سلطت الضوء على المؤسسات التعليمية في كل من الدولتين آنذاك وانتشار
دور العلم، مثل: الكتاتيب، والمساجد، والزوايا، والمعاهد، والمكتبات، وتنوع النظم التعليمية بكافة
مدن الدولتين مما كان له أكبر األثر في ازدهار العلم وانتشار العلوم بين الناس.
خلصت الدراسة إلى مدى اهتمام البربر بالعلوم الدينية واللغوية واالجتماعية والعقلية، فكان
اآلباء يهتمون بتعليم األبناء.
كما بينت تعدد المعارف والعلوم والثقافات في عهد الدولتين، فقد أصبحتا قبلة للطالب العلم
بل حتى للعلماء.
فمن خالل هذه النتائج واالستنتاجات التي ال تعد أحكاما نهاية، إال أنها تفتح أبوابا جديدة نحو
عمل أكاديمي جديد، ونأمل أن نكون قد ساهمنا ولو بجزء قليل في إعطاء لمحة عامة عن
الحياة الفكرية في المغرب األوسط خالل عصري الدولتين الزيرية والحمادية.