الخلاصة:
تمثل ظاهرة الكتابات الحائطية من الظواهر التي يصعب تناولها في مقاربة سوسيولوجية بحتة، حيث ينبغي اعتماد مقاربات متعددة تاريخية قانونية لسانية تداولية، فنية...). كونها تمثل في نظرنا وثيقة اجتماعية تحمل فكراً متعدد المشارب والمنابع، بما يدفعنا للقول إنها ظاهرة تحتاج للتشريح اللغوي والعلمي والثقافي والاجتماعي، وعليه نحاول أن نلخص النتائج التالية:
- الكتابة الحائطية ظاهرة اجتماعية لها أبعاد وأهداف قد تؤسس لظواهر خطيرة في عالم الجامعة والطلبة، الأمر الذي يستدعي الوقوف عندها بالدراسة الشاملة، حيث لاحظنا أن المؤسسة والفاعلين يتصدون لها بالإزالة عن طريق الأصبغة والدهان، لكن ليس بمقدورهم إزالتها من العقول أو منعها من الانتشار.
- يمثل التدوين والكتابة الحائطية بمختلف مضامينها متنفساً فريداً للطالب لتفريغ مكنوناته وآلامه وأحاسيسه، وهي سلوكات تتعارض مع القيم التعليمية والأخلاقية للفرد المتعلم داخل فضاء كالفضاء الجامعي.
- أغلب الكتابات مكتوبة بأساليب عامية وغير سليمة من الناحية اللغوية، أي أنها تمثل نوعا ما توقيعات أصحابها، كما لو أنهم يوقعون بطريقة تنتهك الفضاء الجامعي الذي يقتضي المعرفة بأصول اللغة والنحو الصرف.
- تفتقر غالبية الكتابات على العنصر الجمالي، فهي لا تزين الجدران بقدر ما تمثل تشويهاً ومساساً بالحريات والأخلاق.
في الأخير لا ندعي أننا قمنا بالشيء الكثير سوى مساءلة الذهنيات والمنطلقات لدى فئة الطلبة الجامعين، ومحاولة دراسات جزء من تدويناتهم التي تعبر عن انتماءاتهم الاجتماعية، وتدل على نوع من الانصهار بين ذواتهم وبين الفضاءات التي ينتمون إليها، الحي السكني الحي الشعبي، الأزقة. الممرات المناطق الهامشية... على اعتبار أن هذه الفضاءات قد عرفت بهذه الكتابات الحائطية وصنعتها، ويتم نقلها ونشرها إلى فضاء الجامعة.