الخلاصة:
يكشف تتبع السياسة الخارجية الروسية فى السنوات الأخيرة عن تغير ملحوظ فى نهجها الخارجى ليس فقط مقارنة بما كانت عليه خلال التسعينات, وإنما مقارنة أيضاً بحقبة الاتحاد السوفيتى السابق,حيث حملت بداية الألفية الثالثة مجموعة من المتغيرات الجديدة أسست لبداية مرحلة جديدة بعد مجئ الرئيس “فلاديمير بوتين” إلى الحكم وإعلانه لمبادئ السياسة الخارجية، والتى حرص أن تكون متعددة التوجهات لاتستثنى أى منطقة فى العالم،لتعود بعدها روسيا وتلعب دوراً فاعلاً فى الساحة الدولية وتتخذ مواقف واضحة فى العديد من القضايا. وبعقيدة براغماتية تحولت من دور اللاعب الملحق إلى دور اللاعب الأساسى فى النظام الدولى, حيث ساعدها هذا على تحقيق درجات متزايدة من الاستقلالية فى سياستها الخارجية وتمكنت من الحفاظ على مصالحها القومية، رغم ما شهده النظام الدولى العديد من العديد من التطورات خلال العقد الأول من القرن الحالى،والتى دفعت في النهاية إلى إنهاء الهيمنة الأمريكية .
ووفقاً لهذا النهج الروسى شهدت منطقة الشرق الأوسط عودة تدريجية للنشاط الخارجى لهذة الدولة فى المنطقة, حيث استعادت روسيا من خلاله علاقاتها مع بعض دول المنطقة. وقد ترافقت هذة العودة مع تزايد الرغبة الروسية فى التوجه نحو مناطق تخدم مصالحها وتساعدها على ضمان موقع أفضل فى النظام الدولى, لتفتح بذلك مجالاً حيوياً جديداً لتعظيم مصالحها, لذا اهتمت السياسة الخارجية الروسية بما يحدث فى سوريا اهتماماً متزايداً حيث تمثل سوريا موطئ القدم الأكثر أهمية فى منطقة الشرق الأوسط بالنسبة لروسيا, كما أنها تعتبر ذات أهمية استراتيجية بالنسبة لحسابات يوتين الدولية. إذ يعد موقع سوريا المطل على البحر الأبيض المتوسط واسرائيل ولبنان وتركيا والأردن والعراق ذات أهمية كبرى للنفوذ الروسي فى منطقة الشرق الأوسط.