Abstract:
الحياة الطبيعية حق لكل معاق ، واٍن كل فرد ميسر لما خلق من أجله ، ولكل إنسان الحق في أن يتمتع بإنسانيته، وأن يحيى حياة كريمة ، فالطفل المعاق ـ بصرف النظر عن درجة إعاقته ـ هو قبل أن يكون معاقا هو إنسان ، له حقوق وعليه واجبات ،شأنه في ذلك شأن أي طفل عادي يعيش في مجتمع حضاري يكفل له الحرية الاٍجتماعية ،ويتيح الفرصة المتكافئة للجميع ، ويحترم القيم الإنسانية والاٍجتماعية لأفراده ، وأن الاٍهتمام بالأطفال المعاقين يعتبر من بين المؤشرات التي نستطيع أن نحكم بها على تطور حياة المجتمع .
إن المجتمع مازال لا يفهم ذوي الاٍحتياجات الخاصة من المعاقين ، وكثيرون مازالوا يعتقدون أن الإعاقة مشكلة فردية أحادية الجانب تخص المعاق وأسرته فقط، وأن المجتمع ينظر إليهم نظرة دونية، ليسو سوى أفراد لهم خصائص سلبية شكلا ومضمونا ولا يستحقون بذل الجهد لمعاونتهم لأنهم بطبيعتهم أقل إدراكا وبمعنى آخر ميؤوس منهم، وهكذا نرى أن كثير من العاديين في مجتمعات العربية خصوصا يفضلون عدم التعامل مع المعاقين بأي صورة ...حتى المجتمع ذاته سواء بقصد أو بغير قصد قد تجاهل اٍحتياجات هؤلاء المعاقين، لذلك تأخذ الرياضة في حياة المعاق مكانة هامة لما لها من تأثير نفسي اٍيجابي، حيث يتغلب على الشعور بالنقص، ويكشف من خلالها القدرات الخفية التي وهبها الله له ، مما تزيد همه وإرادة يندهش لها حتى الأسوياء.
لقد ساهمت الثورة العلمية في تكييف كثير من الرياضات جعلت هذه الفئة تلج العديد من الرياضات التنافسية ومنها رياضة كرة الجرس المخصصة لذوي الإعاقة البصرية، كما أنها تعتبر من أهم الرياضات التنافسية والتي أصبحت لها شعبية كبيرة بين رياضات ذوي الاٍحتياجات الخاصة، حتى أنها أصبحت تمارس في المدارس الخاصة والجامعات، كما هو الحال في مدرسة طه حسين لصغار المكفوفين، حيث أصبحت هذه الرياضة المفضلة لهذه الفئة التي تناسب إعاقتهم .
ولكن الملاحظ في هذه الرياضة ببلدنا تفتقد إلى المراجع العلمية مما تنعكس سلبا على أداء المدربين، بالرغم من النشاط المبذول من الوزارة الوصية التي تقدم تربصات تكوينية وأيام دراسية إلا أنها تعتبر غير كافية، حيث عرفت المجتمعات الإنسانية تحولات عديدة في نظرتها إلى ذوي الاحتياجات الخاصة، فقد شهـدت القرون الأخيرة اهتمامات متزايــدة بأوضاع هذه الفئة من المجتمع ففي فرنسا مثلا، افتتحت أول مدرســة لتعليم المكفوفين بطريقـــة منتظمة في باريس عام 1784على يـد فالنتان هوي ( V.Hawiy) وسميت " المعهد الأهلي لصغار العميان"، وبعد الحرب العالمية الثانية تزايد الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة من خلال التوسع في إنشاء مؤسسات و مراكز تعنى بتعليم و تدريب هذه الفئة.
مما سبق يبين أهمية الرياضية بالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة بحيث ركزنا على فئة المكفوفين و للتوضيح قمنا بدراسة تشمل " اثر النشاط البدني المكيف في تحقيق الصفات الاجتماعي لد المكفوفين "و كانت مصممة على الشكل التالي:الإطار العام للدراسة يتكون من:الإشكالية و تحديد الفرضيات ثم أهمية و أهداف الدراية بالإضافة إلى أسباب الدراسة و تحديد و شرح المفاهيم و المصطلحات و أخيرا الدراسات السابقة و المرتبطة.
الجانب النظري يتكون من:الفصل الأول : تناولنا فيه النشاط الرياضي البدني المكيف حيث أدرجنا في هذا الفصل التطور التاريخي للنشاط الرياضي البدني المكيف،و مفهومه و أسسه ثم تطرقنا إلى نظرياته و أهميته وكذلك العوامل المؤثر في النشاط الرياضي البدني المكيف.
الفصل الثاني: تناولنا فيه الصفات الاجتماعي