الخلاصة:
في إطار النظرية التربوية الشاملة التي تهدف إلى إنشاء الفرد الصالح في المجتمع من خلال التنمية الشاملة لجميع جوانب الشخصية النفسية منها، والمعرفية، الأخلاقية والاجتماعية وكذا البدنية والصحية. وباعتبار أن النشاط الرياضي هو شكل من أشكال التربية العامة فهي تستغل ممارسة النشاط البدني لتحقيق أبعادها التربوية وفي أي مرحلة من مراحل عمر الإنسان بدءا بالطفولة ، تلك المرحلة البنائية التي ترسم فيها الخطوط العريضة الأولى لشخصية الفرد ومستقبله .
يحتك الطفل ولأول مرة بالعالم الخارجي على خلاف أسرته بالروضة أو الشارع. ففي الروضة يجد العناية من قبل المربين ويكتسب المعارف ويقيم صداقات مع أقرانه وعادة ما تطبق الروضة برامج يومية مسطرة وفق أسس علمية تتناسب وسن الطفل، وقدراته واحتياجاته وكذلك ميوله.
فيكتسب منها الخبرات ويتهيأ لدخول الطور التعليمي هذا لو كان الطفل سويا، ماذا لو كان غير سوي؟ ماذا لو كان يعاني من قصور نمائي وفي مرحلة جد حرجة؟. إن شذوذ الطفل قد يكون وراثي أو مكتسب بسبب سوء معاملة الوالدين أو الإخوة فالطفل كالصفحة البيضاء كما ورد في الحديث (عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من مولود يولد إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمسحانه) رواه البخاري.
ومن بين أخطر الاضطرابات التي تهدد أطفالنا اليوم ما يعرف بالتوحد تلك الإعاقة الغامضة والاضطراب الدائم.
فالتوحد هو اضطراب يختار فيه الطفل العزلة عن الآخرين وينشغل بذاته ويعيد أفكاره، وخطورته تكمن في تأثيره على مختلف جوانب النمو، المعرفي والاجتماعي والنفسي وكذلك الحركي.
صحيح أنه لم يكتشف بعد سببه الرئيسي ولا علاجه الشافي ،لكن هذا لم يمنع العلماء والباحثين من إيجاد ووضع برامج علاجية ، وحديثا تم وضع برامج للعلاج النفسي باللعب.
وللطفل بصفة خاصة حيث يشير جروس"" لا يلعب الحيوان لأنه طفل ولكنه لم يكن طفلا إلا ليلعب . "
من خلال ما سبق معرفة دور الأنشطة الرياضية الترويحية، في علاج أعراض التوحد لطفل في مرحلة الطفولة، باعتبار الرياضة وسيلة علاجية نفسية بطريقة اللعب .
وبدافع التنظيم فقد قسمنا بحثنا هذا إلى جانبين، الجانب النظري الحاوي على معلومات وأفكار حول الموضوع والتي تم جمعها من مراجع جمة وقد شمل هذا الجانب بدوره ثلاثة فصول:
• الفصل الأول:النشاط الترويحي
• الفصل الثاني: الإدماج الإجتماعي
• الفصل الثالث: التوحد
أما الجانب التطبيقي فيحتوي على فصلين هما:
الفصل الأول طرق و منهجية البحث:اعتمدنا المنهج الوصفي)الذي يهدف لإعطاء صورة كلية عن أي ظاهرة معلومة نسبيا ومعرفة حقيقتها من خلال خصائصها ، عناصرها والعلاقة بينهم (.
أما الفصل الثاني فهو أساس البحث وجوهره وتضمن عرض وتحيل ومناقشة نتائج الاستبيان الذي وزعناه على القائمين والمربين بالمركز البيداغوجي النفسي بعين وسارة حيث توصلنا في الأخير إلى الإجابة عن الإشكاليات المطروحة وتأكيد فرضياتنا
