الخلاصة:
تعد التداولية من العلوم اللسانية التي جاءت لتجمع بين التركيب والدلالة والسياق ،
بعدما شهدت الدراسات السابقة قصورا واضحا في إجراءاتها ونتائجها .
فالتداولية تعنى بدراسة اللغة في السياق من خلال الظروف المحيطة بها من
مكان وزمان التخاطب ، وهذا كي تتضح مقاصد المتكلم وإيصال المعاني للمخاطب .
وقد اهتمت التداولية في بدايتها بالخطاب العادي ثم توسع مجال اهتمامها ليشمل
الخطاب الأدبي ، وعملت على تطوير مفاهيمها النظرية وأدواتها التحليلية في النصوص
المختلفة ، وبحسب أغراض المتكلمين والمخاطبين ، وفي ضوء هذا التطور تسعى
المقاربة التداولية إلى الإجابة على مجموعة من الأسئلة منها : من يتكلم ؟ والى من يتكلم
؟ وماذا نصنع حين نتكلم ؟ كيف نتكلم بشيء ونريد شيئا آخر ؟ وهل يمكن أن نصل إلى
المعنى الحقيقي لقصد ما ؟
ومن هنا جاءت فكرة موضوع البحث الذي هو : " الأبعاد التداولية في الشروحات
الشعرية " ، الذي يسعى إلى ما توصلت إليه التداولية على أحد أبرز الكنوز التراثية
المتمثل في " العرف الطيب " ، لكشف ما تختزنه هذه المدونة من أبعاد تداولية ، ومدى
قدرة هذا المنهج على استخراج مكنونات النص التراثي العربي ، ومعرفة قصد المتكلم ،
والجانب التأثيري في هذا الصنف من الملفوظات ، وسعيا مني على إبراز الآليات
التداولية التي تستخدم في هذه النصوص .