dc.description.abstract |
لقد عرفت الساحة الأدبية في الفترة الأخيرة إتساعا لمفاهيم ونظريات و مناهج عديدة ، لم تكن معروفة من قبل, أعادت النظر في الموروث و الإنتاج الأدبي.
و من هذه المفاهيم نجد مفهوم السرد الذي استحوذ على اهتمام جل الأدباء و النقاد المحدثين ، و الذي اشتمل على كافة أنواح الحكي ، فانطوت تحته القصة ، السيرة، الرواية ، القصة القصيرة ، هاتة الأخيرة التي اكتسحت بها الساحة الفنية الأدبية و احتلت مكانة في كتابات الكثير من المؤلفين و الأدباء .
فقد استطاع العلماء التوصل إلى تعريفات محددة ودقيقة ، جامعة و مانعة لمختلف العلوم ، إلا أن الفنون بما فيها الأدب لازلت تتآبي على التعريف الدقيق الذي يصدق عليها و لعل الأول في ذلك هو الطبيعة الذاتية التي تتسم بها الفنون ، و هي طبيعة متغيرة ، لا تركن إلى وضع ، و لا تستقر عللا حال مهما بلغت من الجمال و التألق.
و القصة القصيرة واحدة من هذه الفنون ، لا يتجاوز عمرها في أحسن الأحوال مائة و خمسين عاما ، ورغم ذلك و لا تزال تتقلب على نار التجديد و التجريب، و لا يزال كتابها يضربون في بحار المغامرة ، لا يرضون لها أن تستقر على شكل أو نسق ،و لقد تعددت محاولات القص على مدى السنين دون توقف ,وتنوعت أشكال القصة وأساليبها على ألسنة روٌاة الأخبار و السير ، وقصص الأمثال و الأساطير ، و الخرافات .
وقد اتخذت القصة القصيرة أبعادا كثيرة,جعلتها أقرب ما يكون الى نفس القارئ ملامسة لعواطفه وأحاسيسه ، كما اهتمت بمعالجة قضايا إجتماعية ، نفسية ،... وقد إعتمدت على تقنيات و مناهج حديثة ، دعمت بنيتها و ساهمت في تطورها و تغلغلها داخل المجال الفني ، و هو الذي دفعنا للبحث في بنيتها ، و من هنا كان موضوع البحث : '' البنية السردية و بناء الموضوع في القصة القصيرة الكويتية المعاصرة''و اتبعنا في هذا المنهج البنيوي المقارن في الكشف عن الترابط السردي الحاصل بين القصص القصيرة الثلاثة . |
en_EN |