الخلاصة:
شغلت الدراسات الأكاديمية والنقدية في عالمنا المعاصر لدراسة فنون الأدب المتباينة، من قصة قصيرة، ورواية طويلة، ومسرح، ونقد، وشعر، لكنها لم تلتفت طويلا إلى لون أدبي نثري، شهد عددا كبيرا من التأليف فيه وأقدم على الكتابة فيه عدد وافر من الكتاب العرب الأعلام ألا وهو "أدب الرحلات" أي ذلك النثر الأدبي الذي يتخذ من "الرحلة موضوعا".
وهذه الرحلات تصور وتروي لنا الكثير من القصص التي تعتمد في الأساس على الواقع: أناس، وآثار، ومعلومات، وأماكن، وألوان منة الطعام، والشراب والأزياء، ومنها ما يرتفع بنا إلى عالم خيالي أحيانا أخرى، كالأساطير والحكايات الغريبة، وبقية أدب الرحلة على هذا النحو حتى العصر الحديث، حيث شهدت الساحة الأدبية في هذا العصر حراك كبيرًا ونشاطًا واسعًا، ومن جملة رحالي هذا العصر الذين تميزوا بكتابتهم الرحالة رفاعة الطهطاوي من خلال رحلته إلى أوروبا المعنونة بتخليص الإبريز في تلخيص باريز والتي أراد من خلالها الكشف عن قوانين أوروبا، قانون جعل من الآخر في طليعة المراتب الأولى، حيث أراد نقل هذا القانون إلى بلده لينقل معه الحضارة والتقدم والرقي وهذا ما سنتعرف عليه من خلال بحثنا هذا والذي جاء بعنوان استقبال الآخر في الخطاب الرحلي، رحلة رفاعة الطهطاوي تخليص الإبريز في تلخيص باريز ومن بين الأسباب التي دفعت بنا إلى اختيار هذا الموضوع محاولة معرفة الآخر وكيفية استقباله في الخطاب الرحلي، وللتعرف على نظرة المصريين في النصف الأول من القرن الماضي إلى الآخر الأوروبي ولرصد الأمور التي كان يتميز بها هذا الأخير وما الذي حمل رفاعة للكتابة عنه ورصد حياته وتصويرها وما هي الحضارة التي أراد رفاعة حملها إلى بلده ؟ وللإجابة عن هذا جاءت الدراسة في فصلين ومقدمة وخاتمة وقد جاء الفصل الأول بعنوان أدب الرحلة وأهميته مشتمل على خمسة مباحث، أما الفصل الثاني فجاء بعنوان استقبال الآخر وفيه مبحثين، متبعة في ذلك المنهج التاريخي الوصفي، والمنهج التحليلي، ومن الصعوبات التي واجهتنا في هذا البحث، قلة المراجع وتشابه الكثير من الكتب في المعلومات وحمل كتابان أو أكثر لنفس المعلومة، وقد اعتمدنا في بحثنا هذا على عدة مصادر ومراجع من أهمها كتاب فؤاد قنديل، أدب الرحلة في التراث العربي وسميرة أنساعد الرحلة إلى المشرق في الأدب الجزائري.