الخلاصة:
إن واجبنا كمسلمين خصنا الله بالقرآن الكريم دراسة أساليبه ومفرداته اللغوية ومعانيه، كي نتعرف على أسرار مكنوناته الخفية، ونكشف من خلال هذه الأسرار عظمة ومكنونات اللغة العربية التي نزل بها الذكر الحكيم، وتكمن دراستنا لها قصد الحفاظ عليها، وكانت رغبتي في الدراسة اللغوية والنحوية في القرآن الكريم مستمدة من واجبي في الحفاظ عليه من التحريف في مفرداته والتبديل في معانيه، والإبحار في التعرف على أسرار أحكامه، والتشرف بدراسة موضوع يتصل به لعل الله ينفع بهذا الجهد ويثقل ميزان الحسنات. ويتمثل موضوعنا في الأثر الدلالي اللغوي للمتعلق بحرف الجر في القرآن الكريم– سورة البقرة أنموذجا - ولا خلاف بين من يتلون كتاب الله في تجلي إبداع الخالق في السياق المحكم في تركيب جمل الآيات، وتنسيقه المعجز بين مفرداته التي تفضي معان مختلفة تؤدي إلى إصدار أحكام النهي والأمر، ومن بين هذه المفردات المتعلق الذي يجتاح جميع آيات سور القرآن الكريم، حيث لا تكاد تخلو آية من آياته أو سورة من سوره من ظاهرة التعلق، ومن هنا نجد أنفسنا أمام تساؤل يطرح نفسه يعد إشكالية هذا البحث: ما هو الأثر الذي يفضيه المتعلق في سياق آيات القرآن الكريم؟ ومن هذا الإشكال تتمحور لدينا مجموعة من التساؤلات هي: ماذا نقصد بالمتعلق؟ وفيما تتمثل ظاهرته؟ وما هي فائدة هذه الظاهرة ؟ وفيما تكمن أهميتها؟ وما هي معانيه، وما مدى تأثير تواجدها في سياق الآيات .
