الخلاصة:
ان اللغة أداة اتصال بين البشر تحقق غرض التبليغ والتواصل ولذلك كانت محل دراسة وعناية وتحليل من اجل كشف أسرارها وسبر أغوارها, ومعرفة مكنونها فحظيت بالا شالة بنصيب وافر من الاهتمام من قبل المتخصصين في هذا المجال منذ القدم , فقد كانت الجملة في بداية هذا الدرس اللساني ,بؤرة الاهتمام ومركز الدوران واعتبرت الوحدة الأساسية للدراسة , خصوصا عند أصحاب النظريات اللسانية ,لكن الاهتمام الشديد باللغة والتطور الحاصل في جميع العلوم ,أحدث قفزة نوعية في هذا الجانب ونقل محورية البحث اللساني إلى درجة اعلي مما كان عليه خصوصا قبل أربعة عقود من الزمن تقريبا ,فتجاوز محورية الجملة في الدراسة لما شملته هذه الأخيرة من نقائص إذ لا يمكن دراسة المعنى منفصلا عن سياقه اللساني المتمثل في البنية اللغوية الكبرى (النص) .
ومن هذا المنطلق نشأ علم جديد يهتم بدراسة النصوص وتحليلها وهذا ما يعرف اليوم بلسانيات النص هذا ما يبحث في تماسك النص و تعالقها حتى يكون وحدة كلية تؤدي أغراض معينة في مقامات تبليغية محددة ,وقد تميز هذا العلم بحداثته , وتنوع موضوعاته فتعددت المدارس اللسانية النصية, وظهرت العديد من المصطلحات الخاصة به, ومن أهم المفاهيم التي عنيت بها لسانيات النص مفهوما '' الاتساق والانسجام'' اللذان يحتلان موقعا مركزيا في الأبحاث والدراسات التي تندرج في مجال هذا العلم .
فالاتساق والانسجام من اهم المسائل التي تطرحها لسانيات ما بعد الجملة ومن أهم القضايا التي لقيت اهتماما كبيرا من علماء العرب والمسلمين في دراستهم النص القرءاني او النصوص الأدبية .