Abstract:
شهدت الإمب ا رطوریة العباسیة ازدها ا ر كبی ا ر في أرضنا الخصبة ومساحتها
الواسعة عظمة سلطانها، وقد ارتقت إلى السماء العالیة في عهد الرشید والمأمون
فعم الرخاء وساد البذخ في جمیع م ا رفق الحیاة حتى سمي بالعصر الذهبي لما
حظي به من تبلور في شتى العلوم الحیاة الأدبیة والعلمیة، فقد كان فیها ضروب
شتى من التفكیر، وضروب من البحث وولوع بالمعرفة، وانصرفوا إلى ترجمة الكتب
وذلك بفضل احتكاك العرب بالمدنیات العالمیة.
فقد كان الخلفاء یمدونها بمالهم وجاههم، ویشجعون أصحاب العلم ویتسابقون
في نشر الثقافة،وتحویل الآثار الفارسیة والهندیة والیونانیة إلى اللغة العربیة،وبعد
سنوات فقط تداولت العرب كتب أرسطو وأفلاطون وكتب الطب، والفلك
والریاضیات.
إن هذا الاحتكاك والامت ا زج مع الأعاجم كان نبعا لكثیر من العلوم، وإیجابا
بالنسبة للعرب حیث بعثهم إلى النور الذي أضاء لهم دروبا استفادوا منها، وارتقوا
بفضلها إلى درجة لم یكن لها مثیل، وما إن دارت الأیام دورتها حتى تمزق هیكل
تلك الإمب ا رطوریة الضخمة التي كانت قوة خارقة، ویرجه هذا إلى أسباب اجتماعیة
وسیاسیة أولها الحروب، والص ا رع من اجل الخلافة، حتى انقسمت إلى دویلات
تنافست في تشجیع العلم والأدب، وأصبحت القصور المتنوعة مق ا ر للشع ا رء
والكتاب، حیث اشتهر في هذه الفترة الكثیر من الشع ا رء، وعلى أ رسهم أبو الطیب
المتنبي، الذي هو موضوع د ا رستنا.