الخلاصة:
إن كثرة الدراسات اللغوية والاهتمام بها في الوقت الحاضر ولاسيما المناهج اللغوية في دراسة الأدب أو في الدراسات الأدبية، قد مهّد السبيل إلى ظهور النظرية اللغوية الحديثة بوصفها نظاما مساعدا في النقد الأدبي.
وثمة مناهج أو مداخل كثيرة، متباينة في نظرتها إلى النص الأدبي تحليلا وتقديرا، وتقويما، ومنها على سبيل المثال المدخل اللغوي أو المنهج اللساني الذي لا يستغني عنه الناقد الأدبي. فعلم اللغة يمنح النقد الأدبي سندا نظريا بوصفه ضرورة كضرورة الرياضيات للفيزياء، والناقد الجيد بحكم اهتماماته في تحليل النص وكشف جمالياته البلاغية والفنية هو لغوي جيد، علما أن لا وجود لأي نص أدبي خارج حدود لغته، الإثارية أو الانفعالية شريطة أن يكون التعبير عن عناصر النص سليما ومقبولا عند المتلقي الذي لا يقل شأنا عن مبدع النص، بمنظور النقد الفني التحليلي.
أن علم اللغة يتعامل مع الأنماط والأساليب في حين تتعامل الأسلوبية مع النماذج والرموز ومن هنا صارت "الجملة" الوحدة في علم النماذج والرموز ومن هنا صار النص مجموع الجمل أي الوحدة الكبيرة في الأسلوبية، وهو أي النص الأساس الذي يقوم عليه التحليل الأسلوبي الذي مهّد إلى التحليل النقدي الذي تحوّل إلى تحليل نقدي لغوي من خلال الجملة أو إلى تحليل نقدي أسلوبي من خلال النص.