Abstract:
لقد شهدت المناهج التّعليمية الحديثة تطورا كبيراً وسريعاً، واكبت حركة التطور وتطابقت مع معايير العلم الحديث، كما لم تعدّ البرامج الجزائرية المعاصرة مجرّد تقرير عن تجربة، بل هي تصوير للّتجربة، توحي بمعان إنسانية ،ونفسية ،واجتماعية وإيديولوجية عامة، حيث تتّضح معانيها ومعالمها، ويعظم أثرها كلما تعّمق القارئ في معالجة النصوص والقضايا التي تهم الإنسان ومستقبل أبنائه ، و تشكل حيزاً من تفكيره.
كما تعد الدّراسة المعاصرة للنّص الأدبي الجزائري المادة الخصبة للتعلّم، تتراءى فيها شروط النّص منذ اللّحظة التي يلتقط فيها القارئ خيوط الدّراسة، حيث يهبُ النص نفسه للمتلقي في توافق وانسجام كلّي، مما يجعله مادة أثيرة في الدراسات الجديدة، وميدانا لتطبيق المناهج الحديثة.
لقد شكّلت فكرة موضوع هذه الدّراسة بداية من اشتغال شخصي ببعض البحوث المصغرة، ثم تبلورت كموضوع للدّراسة وكعنوان للمذكرة بعد اختيار الفكرة ورصدها مع عدد من الأساتذة الأفاضل وعلى رأسهم السيد المشرف الدكتور لخضر لوصيف ، الذّي شجّعنا وحفّزنا على التّمسك بالموضوع مع التّأكيد على أن اختيار موضوع قيِّم للبحث والدّراسة لن يكون عشوائياً ولا عبثياً، بل جديد الطرح ، وانطلاقا من كونه يشع بدلالاّت ومعان جديرة بالكشف عنها وفق مقتضيات الراهن.
ومن ثَمّ فارتباط الموضوع بالرّاهن الجزائري، وهو سبب آخر لاختيار الموضوع، راهن النّص الأدبي الجزائري في الكتاب المدرسي ، باعتباره الحاضر الغائب ،يسير نحو أفق قد يبتعد عن الالتزام الاجتماعي والهمّ الإيديولوجي الكلاسيكي، متوجهاً نحو الذّات الجزائرية ، الكاشفة عن معاناتها وآهاتها واغترابها وتموجاتها.