الخلاصة:
لقد بدأ عند الع رب البحث مبك ا رً في دلالة الألفاظ، إذ كانت كتب الأصوليين تحوي
كماً معتي ا رً من مباحث الدلالات، وذلك منذ أن بدأ البحث في مشكل الآيات القرآنية
واعجازها وتفسير غريبها واستخ ا رج الأحكام الشرعية منها.والبحث في دلالة اللفظ على
معناه, أو دلالة اللغة على ما تحيل إليه.
وفي هذه المذكرة المعنونة ب:معالم الدرس الدلالي عند التفتا ا زني خلص البحث إلى :
تعريف بالعلم يبحث في كل ما يقوم بدور العلامة أو الرمز سواء أكان لغوياً أم
غير لغوي؛ وذلك بوصفه أدوات اتصال يستعملها الفرد للتعبير عن أغ ا رضه. ويبحث
بخاصة في المعنى اللغوي في ميدان الد ا رسة اللغوية الدلالة
كان السعد التفتا ا زني إماما من أئمة التحقيق والتدقيق وكان له باع كبير في شتى
العلوم كما له الفضل قي د ا رسات دلالية متعددة ولنا أن نلمس الأثر الدلالي في جل
كتاباته حتى وان كان لم يفرد لها بابا خاصا.
ألف التفتا ا زني كتبًا كثيرة تدل على علو كعبه وغزير علمه حتى غدت كتبه مرجع
الباحثين ومنتهى طلب المتخصصين وأضحت هي كتب الدرس في جل المعاهد والمدارس
العلمية، فاشتهرت تصانيفه.
معالم الدرس الدلالي في كتب الت ا رث العربي متواجدة بكثافة، وان لم تنفرد فصول،
وأبواب، ومباحث الدلالة تفردا يهب لها من البحث والتحقيق والتمحيص ما يجعلها تؤتي
الد ا رسة الدلالية استقلالاً بذاتها.
التفتا ا زني علامة فذ في مجالات شتى، كعلم الكلام والأصول والمنطق والبلاغة،
والسابح في بحار كتبه يجد نفسه ينهل من جل العلوم العريقة، كالنحو والبلاغة الفقه
والتفسير كما ينهل في الوقت ذاته من معالم العلوم الحديثة كالدلالة واللسانيات
والسيميولوجيا، وغيرها.
09
تظهر معالم الدرس الدلالي الحديث في كتاب "الشرح المطول على التلخيص"في
جل أبوابه وفصوله : البيان والمعاني والبديع، فتتجلى لنا أثناء تأمل شرحه للأمثلة والنماذج
في الكتاب مروره عبر مفاهيم عبا ا رت تتقد فيها الدلالة اتقاداً، ويتوهج بها الدرس الدلالي
خاصة عندما يطنب الشرح والتمحيص الأمثلة التي يكون بصدد د ا رستها.ومن بين ماعرج
عليه التفتا ا زني دلالياً: الدلالة العقلية والهامشية والتركيبية والسياقية ودلالة الحذف والتوسع
الدلالي ودلالة التخصيص، و غيرها من المباحث الدلالية