Abstract:
تعد اللغة العربية أكثر تميزا عن غيرها من اللغات الأخرى ، وذلك بتشريفها بحمل كتاب الله العزيز الحكيم ، إنه القرآن الكريم ، الذي جاء بلسان عربي فصيح ، و تعد اللغة العربية بحرا واسعا لا نفوذا له لما تحمله من علوم شتى ، ومن أهم ما جاءت به العربية من علوم نجد علم النحو، الذي تفرع هو بدوره إلى علوم أخرى ولدت عنه ، فهو كذلك علم واسع حيث اختص هذا العلم بدراسة الكلمة و الجملة وما تتعرض إليه كلاهما من عوامل مختلفة ، فمن بين هذه العوامل التي قد تعترض الكلمة أو الجملة نجد ما يعرف بالحذف ، الذي يعد أسلوب من الأساليب البلاغية المنتشرة في اللغة العربية ، فهو سبب من أسباب بلاغتها و جمالها ودقة معناها ، وقد حظي الحذف باهتمام كبير من قبل النحاة و البلاغيين ، إذ حددوا مواضع الحذف و أسبابه و الغرض منه ، و لعل أهم غرض له هو الإيجاز و الإختصار ، و البعد عن ثقل الكلام ، فهذا ما إشتهرت به العرب في جل كلامها ، فالحذف يكون في ما لا قد يخل بالمعنى أو التركيب ، بل يحذف ما قد يوقعنا في اللغو وكثرة الكلام الذي لا فائدة منه .