Abstract:
تعد الرواية من أكثر الأجناس الأدبية استيعابا للواقع ومتغي ا ت ره، ولهذا بات الحديث اليوم عن
هذا الجنس الأدبي حديثًا مهمًا للغاية حتى قيل إن الرواية ديوان العرب الحديث؛ فقد كانت
هذه الأخيرة بمثابة وعاء واناء تصب فيه أفكار ورغبات وأحاسيس الإنسان في ص ا رعه مع
واقعه ومحيطه. وعليه كان ل ا زما على الدارسات النقدية والتحليلية أن تهتم بالجانب المضموني
ونوعيته.
ونظ ا ر لهذه الأهمية التي حظي بها هذا الجنس الأدبي أ رينا أن نسلط الضوء على ل ون من
ألوانه.
– الرواية التاريخية- بالد ا رسة والتحليل؛ ونحن لا ندعي الإلمام بكامل الجوانب التي تكتنفها
هذه الأخيرة فحسبنا فقط أن نتناول جانبًا مهما ي ا ره النقاد.
أي نقل الأحداث التاريخية كما هي لا كما يجب أن تكون . فهذه النقطة مهمة للغاية، ومن هنا
تنطلق أهمية هذا الموضوع ألا وهي علاقة الرواية بالتاريخ، وما مدى استيعاب هذا الجنس
الأدبي للواقع والتاريخ؟
وقبل كل هذا ما الرواية؟ ما عوامل نشأة وتطور الرواية الج ا زئرية؟ وما هو سبب تأخر الرواية
الج ا زئرية على نظي ا رتها العربية؟ وما اتجاهاتها؟ وما هو دور هذا النمط من السرد في توسيع
دائرة الوعي التاريخي؟
لقد سلف الذكر بأن الرواية ديوان العرب الحديث لأنها تستوعب الحاضر وتستشرف المستقبل
وتحتضن الماضي؛ ومع ازدياد الوعي بالحاضر يزداد الاهتمام بالتاريخ، لكونه مق وما من
مق ومات الهوية الوطنية، ليذا فإ ن العودة بالزمن إلى الماضي هو عودة إلى التاريخ في امتداده
نحو الحاضر .