الخلاصة:
لكل أمة تراث تفتخر و تعتز به فهو نقطة انطلاق، تراث قد يكون معنويا كالنظم الاجتماعية و العادات والتقاليد الأعراف و القيم و المعتقدات الشعبية أو ماديا كالأشغال اليدوية المنقولات كالأواني الفخارية و الحلي و الأزياء ... فهمي مرآة حقيقية عاكسة للأحوال الثقافية الاجتماعية و حتى الاقتصادية ، و تعد رمزا و عنوانا لهويتنا .
فالأزياء هي عنصر مهم في حياة الإنسان منذ أن بدات البشرية و تطورت أشكالها و ألوانها عبر الزمن وكما عبر عنها هيغل بأنها " هي التي لحظة التي يصبح فيها الاحساس دالا و بالتالي حاملا لعلاقات خاصة ينقلها الجسد كوعاء معرفي إلى اللباس.
أما الحلي فهي عنصر هام من عناصر التراث المادي فالإنسان القديم تحلى بكل ما رآه مناسبا لذلك ، من قشور بيض النعام و الأصداف و الأحجار و المعادن ...
و تنوعت و تعددت الحلي التي استخدمها الإنسان منذ أقدم العصور التاريخية .
و تكمن أهمية الحلي و الأزياء التقليدية الأمازيغية في التعبير عن العادات و التقاليد و الأعراف و المعتقدات السائدة في المجتمع و مدى تأثره بالثقافات الأخرى المحيطة ، فمن خلال ما يحمل من زخارف و رموز يكشف لنا عن معاني لحياة الانسان المخبئة في حياة الانسان و بيئته . فهو يعكس مظهر من مظاهر الحياة التقليدية لأي شعب من الشعوب فالحلي و الأزياء تعد مفتاحا من مفاتيح شخصية الأمة و دليلا حضاريا و تحمل بين طياتها قيم جمالية و معنوية و روحية حيث استعملت الحلي ككائن و حروز و تعاويذ و طلاسم تحمي من يلبسها من الشر و الحسد و علقت على الرقبة أو اليد إذ ترافق حاملها مدى الحياة ، و تعتبر الحلي و الأزياء التقليدية مظهر من مظاهر الحياة الفنية و التاريخية و الاجتماعية و حتى الدينية لأي من الشعوب و هو عنصر مهم من عناصر التراث لها طابع فني عريق فلكل منطقة حليها و أزيائها التقليدية الخاصة و المعروفة بها و لقد أخذنا منطقة القبائل الكبرى للدراسة التي لازالت محافظة على موروثها الثقافي و الفني و متمسكة به سواء في طريقة لبسهم و طريقة وضعهم للحلي تحت العنوان الموسوم بسميائية الحلي والأزياء التقليدية الأمازيغية منطقة القبائل الكبرى بالجزائر أنموذجا .