Abstract:
لقد تناولنا في هذه الدراسة علاقة جماعات العمل غير الرسمية بالصراع التنظيمي محاولين ابراز دور هذه الجماعات التي تنشا داخل هذه المؤسسة و تأثيرها عليها، ما دام الانسان اجتماعي بطبعه فانه بهذه الفطرة يستطيع الدخول في علاقات مع غيره وينشئ علاقات متعددة، فان التقاء الفرد العامل بزملائه في تنظيم رسمي وخضوعه لقواعد ومعايير رسمية يؤدي بهم الى التكتل في جماعات ودخول في علاقات اجتماعية تلقائية الا ان تشكيل هذه الجماعات يعود الى عدة عوامل متنوعة منها القرب المكاني وهو من احد العوامل في تشكل الجماعات غير رسمية وهذا نتيجة تلاقي العمال مع بعضهم البعض في مكان واحد مما يدعم تواصل العلاقات ويساعدهم على الاتصال فيما بينهم نتيجة لتفاعلات اليومية المستمرة بينهم، بالإضافة الى تشابه المهنة والوظائف لان هذا العمل يؤثر في اختيار الزميل و تربطه معه برباط متين حيث تسعى كل فئة ان تتفق مع طبيعة العمل الذي تؤديه.
ان ظهور جماعة العمل غير رسمية بسبب تماثل العوامل الديموغرافية والاجتماعية والمهنية يساعدهم على الاندماج داخل المؤسسة ويكسبهم بعض المعايير والقيم الخاصة بهم مما يسمح لهم بتحقيق اهدافهم المادية و المعنوية واشباع حاجاتهم النفسية والاجتماعية داخل المؤسسة وهذا خاصة اذا توافقت اهداف جماعة العمل غير الرسمية مع اهداف المؤسسة.
فجماعات العمل غير الرسيمة هي المادة اللصقة التي تربط بن وحدات المؤسسة بما تنطوي عليه من ثغرات وقصور لا مناص منه، فالشخص الجديد القادم من المؤسسة لأول مرة يعرف بالطبع مكانه المحدد رسميا ولكنه لا يستطيع اكتساب الدراية الحقيقية بطبيعة عمله وحدود مسؤولياته الفعلية الا من خلال هذه الجماعات غير الرسمية الموجودة في هذا الموقع من المؤسسة.
فجماعات العمل غير الرسمية ليست اداة اتصال فحسب ولكنها تمثل كذلك قنوات لنشر الشائعات والأقاويل بسرعة وتستطيع هذه الجماعات ان تدعم الاستعداد لتعاون والرغبة فيه ولكنها يمكن ان تعوق هذا التعاون وتضر به مما يحدث اضطراب داخل المؤسسة وتعرقل تحقيق اهدافها وهذا نتيجة اختلاف اهدافها مع اهداف المؤسسة وهذا ما يسميه العلماء بالصراع التنظيمي، وهو احد محددات السلوك داخل المؤسسة.