الخلاصة:
إن نسق النقل- كما أشرنا إلى ذلك في دراستنا – يضم أطرافا متعددة
يفترض أن تكون متكاملة لتحقيق أهدافها ، وقصد معرفة ظروف فئة السائقين كفاعلين
في هذا النسق وتحديد مسؤوليام وكيفية قيامهم بأعمالهم ، وتقصي أوضاعهم المهنية
، وعلاقام فيما بينهم من جهة ، وبالأطراف الأخرى من جهة ثانية ، وقد ركزنا
دراستنا على هذه الشريحة من الفاعلين كوا حلقة الوصل بين جميع الأطراف
الفاعلة في الميدان .
وبما أن فئة السائقين ليست فئة طارئة على التنظيم الاجتماعي بل هي فئة تتأثر
بالظروف الاجتماعية والأوضاع المهنية التي تحيط ا ، وهي في مجملها كان لها تأثير بالغ
في تنظيم النقل من خلال سلوكيات السائقين ، هذا بالإضافة لغياب المؤسسات
الاحترافية - التي تحترم عمالها وزبائنها - عن نسق النقل العمومي الحضري من جهة
،ووجود مؤسسات – من دون مسمى – تفتقد لكل المعايير التنظيمية والإدارية
،وتعامل موظفيها بعقلية الإقطاعيين الغابرين ، ساعات عمل طويلة في عمل شاق بدون
راحة ، وبدون حقوق التأمين والتقاعد ... ، وأسلوب في العمل لا يرقى لأن نطلق عليه
تسمية تنظيم .
إن كل ذلك يعتبر أحد أهم أسباب هيمنة استراتيجية السائقين ، وبالتالي الحالة
السيئة التي وصل لها تنظيم النقل العمومي الحضري بمدينة الأغواط ، ويمكننا أن نخلص إلى
أنه طالما بقي أسلوب العمل تقليديا في قطاع النقل ، تبقى المؤسسات صغيرة وبسيطة
وتنظر للتنظيم والسائق بازدراء ، فالهدف الربح المادي ولا وجود لشيء اسمه حقوق
العامل والعميل.
وعليه يجب تحول الناقلين -في قطاع النقل العمومي الحضري بمدينة الأغواط- من
عقلية الحرفة إلى العقلية الاحترافية التي تعطي لتأخذ.