Abstract:
إن المنظومة القيمية هي المحرك الأساسي لنجاح أي مؤسسة ،فالثقافة تلعب دورا في غاية الأهمية لتماسك
الأعضاء والحفاظ على هوية الجماعة وبقائها،وعليه فهي أداة فعالة لتوجيه سلوك العاملين ومساعدم على أعمالهم
بصورةأفضل ، من خلال نظام القواعد واللوائح غير الرسمية والموجودة بالمؤسسة والذي يوضح لأفرادها وبصورة
دقيقة كيفية التصرف في المواقف المختلفة وذلك في ضوء ماهو متوقع ، فدراسة الظواهر الإنسانية في أطر تنظيمية
أصبح في وقتنا الحاضر احد أهمالأهداف المسطرة من طرف المختصين التنظيميين وعلماء الإدارة ،وذلك إيمانا منهم
بانجازات وعطاءات الموارد البشرية داخل المؤسسات مهما كان حجمهاونشاطها، فالثقافة تساهم في تحسين
المخرجات الاقتصادية للمؤسسة وأيضا لتهيئة أعضاء المؤسسة اجتماعيا لتقبل القيم التي تحددها الإدارة ، حيث تقوم
الثقافة التنظيمية بحمايتها من السلوكات غير اللائقة والتي تلحق الضرر بسمعة المؤسسة .
لقد تعلم الفرد بصفته عضوا فاعلا في المجتمع أن يحترم بعض القواعد والقوانينالتي أصبحت عادات وأعراف
متفق عليها فحازت على تقدير وتقديس في بعض الأحيان،فمن الصعوبة بمكان تغييرها أو التخلي عنها حتى أصبح
بعض من الأفراد داخل اتمع أو خارجه يعتبروا قيودا لابد من التحرر منها ،لذا كان لزاما على المؤسسة أن
تسعى إلى تبني ثقافة تنظيمية ضمن إستراتيجيتها التي تضعها بعد تحديد الأهداف ،فهي تمثل عملية أساسية في المؤسسة
بل ضرورية ، ولعل هذا من أهمالأسباب التي دفعتنا لاختيار هذا الموضوع خاصة بالمؤسسات الجزائرية،وبما أا تحدد
الطريق التي يسير عليها الأفراد العاملين فهي تسهم إذن في تشكيل سلوكهم وتوجيهه نحو تحقيق الهدف المنشود ، وبما
أن المؤسسات الجزائرية هي إحدى المؤسسات التي تتبنى الثقافة التنظيمية ، فارتأينا من خلال هذا البحث الوقوف على
معرفة الثقافة التنظيمية السائدة من خلال الأسلوب الذي تتبناه المؤسسة في كيفية تحديد أهدافها ، وعلى أي أساس
يتم معرفة مدى قوة أو ضعف الثقافة التنظيمية ، وهي تمثل فرضيتنا الأولى، كما أردنا من خلال هذا البحث معرفة
اثر روح الفريق والعمل الجماعي في تحقيق أداءأفضل،وهي تمثل فرضيتنا الثانية ، ثم تطرقنا إلى مدى مساهمة مشاركة
العاملين في اتخاذ القرارات في زيادة فاعليتهم، وهي كانت فرضيتنا الثالثة، ومن خلال بحثنا ذا بشقيه النظري
والتطبيقي أن الثقافة التنظيمية تعتبر من أهممكونات البيئة الداخلية للمؤسسة ، فهي توثر على سلوك وأداء العاملين
وتشكل دافعا مهما نحو الانجاز ، أي أا تعد من أهم محددات نجاح أو فشل منظمات الأعمال ، ويتأتى ذلك من
خلال كفاءة وفعالية أداءالأفراد والذي يتحدد من خلال مدى ايجابية وقوة ما يحمله هؤلاء الأفراد من قيم ومعتقدات
وتقاليد و أعراف والتي تساهم بشكل فعال في تحقيق اندماج الأفراد وانتمائهم لمنظمتهم مما يولد لهم الشعور بالولاء
والإخلاص في تحقيق الأهداف المسطرة لكل فرد ومنه تحقيق أهداف المؤسسة
وبما أن الثقافة التنظيمية هي انعكاس لثقافة اتمع تم التطرق لهذا المفهوم والذي نقصد به طرق أوأنماط الحياة
التي يتم بناؤها وتطويرها من قبل الجماعة ، ويتم توارثها من جيل إلى جيل فالثقافة مزيج من مجموعة مكتسبة سواءا
بطريقة مباشرة أو غير مباشرة نتيجة التفاعل والاحتكاك بين الأفراد ، أي أن الثقافة هي أي شيء يتعلمه الإنسان
ويشاركه فيه أعضاء اتمع بشكل عام ، فالفرد يسهم في عدة نشاطات باتمع كالعمل مثلا ، فهو إذن يصحب
هذه الثقافة إلى المؤسسة ، لذا لابد على المؤسسة هنا من توحيد ثقافات هؤلاء الأفراد تحت تنظيم ثقافي موحد، ولعل
ابرز ما أحدثته المتغيرات و التوجهات العالمية من تأثيرات جذرية في مفاهيم الإدارة الجديدة ،هو ذلك الانشغال التام
والعناية الفائقة بالمورد البشري باعتباره الحجر الأساس والمورد الأهم تعتمد عليه الإدارة في تحقيق أهدافها ، ومن اجل
تحقيق الاستفادة من قدراته وطاقاته وزيادة فاعليته كان لزاما على المؤسسة الاهتمام ذا المورد وتحقيق رضاه
ورغباته،فلقد انطلقنا في بداية بحثنا هذا من فكرة مفادها أن الثقافة هي مجموعة من القيم والمعتقدات والإشارات
والرموز والممارسات المتكررة .....تؤثر إيجابا وسلبا على أداء العاملين داخل المؤسسة وعلى تصرفام وعلى إدراكهم
للأشياء وتقييمهم لها وعلى مواقفهم المختلفة ، فالتميز في الأداء ومختلف الانجازات والنجاحات يصنعها الأفراد ،
ولان العنصر البشري أصبح مصدر كل تفوق ونجاح وتغيير ، ولأن الأفراد العاملين هم قبل كل شيء نتاج اتمع
الذي يعيشون فيه، يتأثرون به وبثقافته ويؤثرون فيه ، فهم يأتون للمؤسسة من أوساط(جماعات) اجتماعية مختلفة
ويحملون قيم ورموز مجتمعام الصغرى،وعليه من خلال دراستنا هذه نؤكد على أهمية الفرد فهو من العوامل
الأساسية لنجاح المؤسسة ،ثم تأتيأهمية الزبون كمحدد لقيمة المؤسسة ،فهذه الأخيرة هي كيان اجتماعي لايمكنبأي
حال من الأحوال عزلها عن بيئتها ولا عن اتمع الذي تعمل فيه فهي ذا المعنى نتاج هذا اتمع وتلك البيئة.