Abstract:
إن التـزام الدول بتغييـر قـوانينهـا لكـي تصبح قادرة على استيعاب ما أبرمته من معاهدات ناتج من الأهمية البالغة للمعاهدات الدوليـة التي تستمـد في تطبق المعاهـدة وتنفيذها فعليا ذلك لأن المعاهـدة مهمـا كـانت القواعد و المبادئ الواردة فيها لو لم تنفذ فهي ميتة ولا تترتب عليها أية التزامات وحقوق على الأطراف.
وبعد أن تستوفي المعاهدة كافة شروطها الشكلية والموضوعية تصبح نافذة في دائرة العلاقات القانونية الدولية ومن ثمة تصبح أحكامها ملزمة للدول الأطراف فيها ومن الطبيعي أن هذه المعاهدة بعد دخولها حيز التنفيذ تصبح واحدة من مجموعة القواعد القانونية للقانون الداخلي وان ذلك يستتبع ظهور مشكلة عند تطبيق المحاكم لتلك المعاهدة فتطبيق المعاهدة يفترض معرفة المحاكم لنصوص المعاهدة وهذا يعني أن التصديق على المعاهدة يفترض معرفة المحاكم لنصوص المعاهدة وهذا يعني أن التصديق على المعاهدة وحده لا يكفي بل لابد من نشرها في الجرائد الرسمية للدولة لكي تكون ملزمة لكافة المحاكم الوطنية ولا يكفي القول أن النشر وسيلة لإعلام المحاكم الوطنية والجمهور بأحكام المعاهدة وإنما يعتبر المرحلة الأخيرة من اكتساب القاعدة القانونية الدولية في المجال الداخلي قوة القانون وهذا يعني أن المعاهدة الدولية قد تكون قاعدة دولية ملزمة للدول الأطراف فيها وسارية في مواجهتهم ولكنها لا تكون قاعدة داخلية يلتزم بها مواطنو تلك الدول الأطراف في هذه المعاهدة إذ لم يتم نشرها طبقا للنظام القانوني الداخلي لكل دولة من هذه الدول.
والى جانـب أهميـة نشـر المعـاهـدات الـدوليـة نجـد انه لامناص من وجود رقابة قضائية فعالة على دستورية المعاهدات لأنه من شانها حماية المصلح العليا للدولـة وكـونهـا تطبـق سلطـة رقـابيـة متخصصة أخرى إلى جانب الرقيب السياسي (السلطة المختصة بالتصديق ) بل إن الضمانة الثانية كثيرا ما تكون أجدى نفعا من الضمانة الثانية بحكم الاستقلال والحياد المفترض في القضاء إضافـة لتخصصه المهني فخلافـا للسلطـة