الخلاصة:
نخلص في الختام، إلى أن الأحلاف العسكرية هي منظمات دولية إقليمية وفقا لأحكام القانون الدولي العام، ولقد اعترف عهد العصبة من قبل في المادة 21 بشرعية هذه الأحلاف.
ولقد ظهرت أهم الأحلاف العسكرية أثناء الحرب الباردة، بسبب الصراع بين المعسكرين الشرقي والغربي، ولا يوجد تعارض بين هذه الأحلاف من حيث الوظائف مع منظمة الأمم المتحدة، فهي أداة في يد المنظمة تستخدمها في المحافظة على السلم والأمن الدوليين. وهي إحدى وسائل الدفاع الشرعي المنصوص عليه في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة.
بعد سقوط القطبية الثنائية عام 1991 ، سقط معها آخر حلف عسكري كان ينافس حلف شمال الأطلسي، ألا وهو حلف وارسو ... أما بقية الأحلاف الأخرى فلم يكن لها دور يذكر في العلاقات الدولية وخاصة فيما يتعلق بمسألة الأمن الجماعي والدفاع الشرعي الإقليمي، فمثلا معاهدة الدفاع العربي المشترك بقيت حبرا على ورق، ولم يتم تفعيلها.
ولكن تجدر الإشارة إلى وجود أحلاف عسكرية سرية دائمة، مثل تحالف الولايات المتحدة الأمريكية مع إسرائيل. وهناك الأحلاف الواقعية التي تنشأ بمناسبة ظهور نزاعات دولية في فترة معينة.
في الوقت الذي كان يرى فيه جانب من الفقه الدولي، ورجال السياسة حل منظمة شمال الأطلسي لأنه لا جدوى من بقائها بعد سقوط الاتحاد السوفييتي السابق، تبنى الناتو إستراتيجية توسعية جديدة نحو الشرق والغرب، وحتى مع بعض الدول العربية. وبدأ يتدخل في النزاعات الدولية دون الرجوع إلى منظمة الأمم المتحدة، ويستخدم القوة المسلحة تحت ذريعة حماية حقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب من أجل الحفاظ على أمن أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية. لكنه انتهك الشرعية الدولية دون رقيب ولا حسيبوعليه، يجب المناداة بإصلاح منظمة الأمم المتحدة، وإلغاء حق النقض للدول الخمس الكبرى....
يجب على حكام العرب، إصلاح جامعة الدول العربية، وتفعيل معاهدة الدفاع العربي المشترك، بدلا من الانسياق وراء ما تمليه عليهم الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، ويجب العمل على توحيد الصف العربي وحل المنازعات بالطرق السلمية، لا اللجوء إلى تحالفات ضد بعضهم البعض.
وهذا كله مرتبط بمدى التزام الدول بالشرعية الدولية، وتنفيذ الالتزامات الدولية بحسن نية ... فهل ينجح المجتمع الدولي في هذه المهمة وختاما يبقى دائما - السلام العالمي هدفا تنشده شعوب العالم، وتهدده الإمبريالية الغربية المتغطرسة.
.
ا
