الخلاصة:
- كان للبيئة التي نشأ فيها أبو القاسم سعد الله دورا بارزا في الحفاظ على تمايزه وصفاء سريرته بتحصينه بتعليم ديني أولي.
- كان للروافد الثقافية التي استقاها من دراسته في عدة بلدان مختلفة دورا في توجيهه،فتونس التي هي أول عاصمة أدخلته عالم الحواضر وتعلم فيها أصول الدين الإسلامي والأدب،والجزائر التي قضى فيها عاما جعلته يكتشف غربته في وطنه الذي اغتصبهالأجنبي،والقاهرة التي كانت مركز إشعاه فكري وسياسي في وقته،جعلته يؤمن بوحدة التاريخ والمصير العربي بشرائح أدبية جديدة واختلط بها وناقش ونشر واكتشف ذاته،كما لي أمريكا نقطة التحول ، في توجه سعد الله التعليمي نحو دراسة التاريخ وأعطته الحقيقة على الوجه الأخر للصورة الإنسانية والحياة الحاضر.
- بعد استقلال الجزائر حط سعد الله رحاله بجامعتها مدرسا وموجها وشرفا ومؤطرا للعديد من الطلبة فكافح وناضل في سبيل الجامعة الجزائرية لتكوين إطارات وطنية تؤمن بالثقافة العربية الإسلامية فكان نتاجه أجيالا من الخرجين والأساتذة والمؤرخين اللذين تزخر بهم الجامعات ومراكز التعليم بالجزائر.
- أما مفهوم سعد الله للتاريخ فهو يرى أنه مجلى نظره ومحط حاله بعد أن جال في الأدب والشعر واللغة إذ جعل منه مرجعا للحكم على الناس وتصرفاتهم مهم كانت مكانتها في المجتمع فكلهم عنده على السواء في مسطرة التاريخ.
- اتبع سعد الله منهجا تاريخيا صارما في تحليل المادة التاريخية التي تتوفر لديه بهدف الوصول إلى الحقائق التاريخية والتأكد من صحتها، فهو يحاول الالتزام بالموضوعية والأمانة في تسجيل الأحداث والتعليق عليها.
- إهتم أبو القاسم سعد الله بالموضوعات الثقافية الفكرية في دراسته لتاريخ الجزائر مقارنة بالموضوعات السياسية فهو يعتبر التاريخ الثقافي هو الركيزة أما الجانب السياسي فهو ضرورة،وسعد الله يفضل تاريخ الفكر والثقافة وذلك لتكوينه الأدبي.
- لقد تعامل أبو القاسم سعد الله مع مرحلة الحكم العثماني بموضوعية متوازنة حسب السياق التاريخي والظرف الحضاري وتبعا لما تجود به المصادر التاريخية المتعددة من مادة علمية متوقفا خلال ذالك على إيجابيات المرحلة وسلبياتها بحيث كانت قضيته الأساسية الكتابة التاريخية برؤى وطنية بعيدة عن أطروحات المدرسة الاستعمارية لهذه الحقبة التاريخية.
- أنه في إطار تبني أبو القاسم للبحث التاريخي الموضوعي جعله يؤجل الخوض في كتابة تاريخ الثورة إلى أن يحين الوقت المناسب وتتهيأ الظروف بالشكل الذي يرغب فيه والمنهج الذي يتوافق مع قناعاته،فدعا إلى استغلال هذه المرحلة إلى جمع ماتوفر من الوثائق وانتظار المرحلة المناسبة للشروع في الكتابة التاريخية عن الثورة.
- حاول سعد الله إعادة الأمور إلى نصابها من خلال تصحيح تاريخ الجزائر جراء الانحراف التاريخي الذي حاولت المدرسة الفرنسية صنعه من خلال المئات المؤلفات التي تناولت تاريخ الجزائر،فجاءت الأعمال التي أنجزها في إطار الرد على كتاباتها ولسد الفراغ أمام مؤرخيها لذا دعى إلى كتابة التاريخ بعيدا عن الرؤية الاستعمارية الفرنسية الذاتية الطرح وإتباع المنهج العلمي القائم على الموضوعية.
- موسوعة تاريخ الجزائر الثقافي هي موسوعة ثقافية في مختلف التخصصات الإنسانية والاجتماعية ساهم من خلالها في إبراز المساهمة الحضارية الإنسانية للجزائر وأصالتها عبر مختلف العصور بداية من العهد العثماني حتى استقلال الجزائر والتي جمعها من مختلف رحلاته واستغرق عقودا لتأليفها تبقى مصدرا تاريخيا الأجيال ومنطلقا للمؤرخين المهتمين بالتاريخ الثقافي.
- بذل أبو القاسم سعد الله جهدا كبيرا باعتنائه بالتراث الجزائري إما دارسا أو محققا أو معلقا عليها وتتبع آثار العلماء والتعريف بهم مع مراعاته لقواعد التحقيق وإتباع الضوابط العلمية في منهجيته وكان اهتمامه بهذا الجانب من أجل يدخل في إطار الكشف عن الذات الجزائرية وإبراز مساهمتها في الحضارة العربية الإسلامية.
- خصص أبو القاسم سعد الله حيزا كبيرا من نشاطه ظهر ذلك من خلال براعته في النقل من اللغات الأجنبية، وشخصية سعد الله كمترجم تبدوا واضحة في نصوصه المترجمة سواء بتعليقاته أو بفصاحة أسلوبه بحيث كان ينادي إلى تحقيق مبدأ الجودة في الترجمة والوصول بالمادة المترجمة إلى مصاف الأصلية.