الخلاصة:
بالرغم من أهمية صورة العجم في الشعر لم تحظ بدراسات مستفيضة تغطي هذا الجانب ،علما أن علاقة العرب بالعجم من روم وفرس وأحباش وغيرهم من الأمم تعود إلي العصور القديمة ،ولهذا أردت في بحثي هذا أن أبيِّن مفهوم العجم وموقف العربي منه،حيث يشكل الحديث عن العجم عند الشاعر الجاهلي جزءا من حديثه عن ذاته ،أما التساؤل الذي يطرحه هذا البحث فهو عن مدى حضور العجم في الشعر الجاهلي وينبثق عن هذا التساؤل مجموعة من الأسئلة التي يحاول البحث الاجابة عليها منها :
ما الوسائل والطرق التي التقي بها العربي بالعجم ؟ وكيف استحضر الشاعر الجاهلي العجم في شعره ؟وكيف كانت نظرته إليه سلبية أم إيجابية ؟
وعلي هذا النحو أطمح في بحثي هذا إلي إظهار صورة "العجم" في شعرنا كما تمثلت في شعر شعراء المعلقات ،الذين أتاحت لهم ظروفهم وثقافاتهم ورحلاتهم الاتصال المباشر بالعجم والتعرف إلي ثقافته وعاداته وصفاته ومدي التقارب أو الابتعاد عنه ، وموقف هؤلاء الشعراء منه قبولا وتسامحا أم رفضا ونفيا ؟ وغير ذلك من التساؤلات التي يسعى البحث إلي الإجابة عنها وتجليتها .
ومن الدراسات السابقة التي تناولت موضوع العجم في الشعر الجاهلي :الشعر الجاهلي في أرض العجم : جمع ، وتوثيق ، ودراسة للطالب ناصر بن أحمد الطميزي ،حيث جُمع هذا الشعر الذي قيل في أرض ثم وثِّق من مصادره القديمة وقدمت له دراسة تناولت جوانب عدة في قضاياه .