الخلاصة:
تعد مشكلة الإعاقة من أخطر المشاكل الاجتماعية التي تعاني منها جميع بلـدان العالم، هذا ما أدى بالمجتمعات والــدول، وكـــذا المنظـــمات الدولية العديدة الاهتمام بهذه الفئة، بحيث أن هذه الأخيرة تبذل مجهودات كبيرة ومعتبرة للتقليل والحد منها، فهي تعمل دائما على إدماج هذه الفئة اجتماعيا ومهنيا وتقديم المساعدات والعناية اللازمة لها في جميع النواحي.
و تعتبر الرياضة أحد الوسائل الحديثة والأساسية في تنمية الفرد المعوق الممارس لها وتأثيرها يكون من حيث القدرات والاستعدادات البدنية والذهنية، وكذلك تنشيط المعاقين وتنميتهم نفسيا، حيث الرياضة تؤدي بهم الخروج من الانطواء والعزلة والإحباط وشعورهم بالنقص فهي إذا تساهم في إدماجهم في المجتمع بطريقة فعالة، وهذا ما أكدته العديد من الدراسات الحديثة.
فالمجال الرياضي لذوي الاحتياجات الخاصة اليوم أصبح أكثر اتساعا من حيث المفهوم والأهمية، وذلك راجع لأصحاب الخبرة الذين يفكرون دائما في إيجاد أفضل الأساليب العلمية التي تعمل على تطوير هذه الرياضة لتحقيق أفضل النتائج. وقد أصبح واضحا أن المستوى العالي لا يمكن تحقيقه إلا بتنمية الشروط الأساسية إليها أي رياضة وبالخصوص رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة.
ومن أهم هذه الشروط عملية انتقاء وتوجيه الرياضيين التي تعتبر عملية اقتصادية توفر الجهد وتحرز أفضل النتائج وتأتي بأفضل العناصر الرياضية من الناحية البدنية والتقنية، والنفسية، والفسيولوجية، والاجتماعية، والتربوية. مما يساعد في تحقيق النتائج المرجوة.
لهذا فإن عملية إعداد الرياضيين المعوقين للمشاركة في المسابقات الرياضية بالغة الأهمية تتركز على عدة عوامل من أهمها حسن انتقاء وتوجيه الرياضيين المعوقين إلى ممارسة الرياضة المناسبة وخاصة ألعاب القوى.
ومنه فإن عملية الانتقاء والتوجيه الرياضي أصبحت أمر ضروري ومفروض للتعرف على المعوقين الموهوبين وإعطائهم فرصة لإبراز قدراتهم ورغباتهم ولوصول إلى أعلى المستويات ودراستنا هذه تسجل في هذا المجال بهدف تقديم أهم مطالب الانتقاء والتوجيه الرياضي لذوي الاحتياجات الخاصة في اختصاص ألعاب القوى من أجل تكوين فرق ترقى إلى المستوى العالي.
ولهذا الغرض قمنا بإجراء بحث ميداني مع الفرق الجزائرية لرياضة المعوقين، وبعد أن اطلعنا على كل ماله علاقة بموضوع بحثنا، من بحوث ومنشورات ومراجع، قمنا بطرح الإشكاليـــة، ووضـــع الفرضيات، وتحديد المفاهيم، الدراسات السابقة، أسباب اختيار الموضوع، حيث سنستقي من الخلفية النظرية ما نحتاجه في الدراسة الميدانية لهذا البحث والذي نتطرق فيه إلى:
مقدمة من خلالها نعطي لمحة شاملة عن البحث.
المدخل العام: يتضمن الإشكالية المطروحة، الفرضيات، الهدف من الدراسة، المفاهيم والمصطلحات، الدراسات السابقة.
الجانب النظري: ويشمل ثلاثة فصول:
الفصـل الأول: الانتقاء و التوجيه الرياضي ؛
الفصـل الثاني: ألعاب لذوي الاحتياجات الخاصة ؛
الفصـل الثالث: الإعاقة الحركية.
الجانب التطبيقي: يتضمن فصلين هما:
الفصـل الأول: المنهجية وطرق البحث؛
الفصـل الثاني: عرض وتحليل ومناقشة النتائج؛
وفي الأخير: استنتاج عام؛ الاقتراحات والفرضيات المستقبلية؛ خاتمة.