Abstract:
تغيرت فكرة العمل حسب تطور المجتمعات من مجتمعات بسيطة تتميز بالعمل الحرفي إلى مجتمعات حديثة قائمة على العمل الصناعي الآلي ، وقد صاحب هذا التطور مشكلات تختلف كل الاختلاف عن المشكلات التي يجابهها العامل في المجتمع الحرفي البسيط ، فالمجتمع الصناعي يتميز بالتعقيد والتطور الآلي خاصة، في حين يتميز المجتمع الحرفي البسيط بالأحادية والبساطة والقيم المتأثرة بالعادات والتقاليد والطقوس الكلاسيكية لذا تزداد وتتفاقم المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والأسرية في المجتمع الصناعي وتقل أو تكاد تنعدم في المجتمعات الحرفية البسيطة .
وقد نتج عن هذه التحولات العديدة أوضاعا مأسوية عانت في ظلها اليد العاملة من عواقب وخيمة ومشاكل بالغة التعقيد ، في صورة مشكلات الأجور وساعات العمل الطويلة وظروف العمل الصعبة والخطيرة ، ومشكلات التوتر والقلق والملل والإعياء الجسمي والعقلي وعدم معرفة طبيعة العمل ، هذا إضافة إلى المشكلات التي يجابهها العامل خارج نطاق العمل وهي لا تقل خطورة وتحديا عن المشكلات التي يواجهها داخل العمل مثل عدم كفاية الدخل وعدم حصوله على الاحترام والتقدير الكافي من أبناء مجتمعه وتحيز بعضهم ضده ...الخ .
هذه المشكلات كلها تقلل من درجة تكيف العامل مع متطلبات وظيفته اجتماعيا ونفسيا وحتى تقنيا وتكنولوجيا ، تؤدي به إلى الوقوع في سلوكيات وأخطاء عديدة من أهمها ظاهرة حوادث العمل والتي ذهب ضحيتها أرواح بشرية تعد بالآلاف إضافة إلى عواقب وخسائر اقتصادية كبيرة جدا تهدد حياة المجتمعات واقتصاديات الدول .
و بالرغم من كل المحاولات القديمة والحديثة للتقليل من حدة هذه الظاهرة إلا أنها تحصد العديد من الأرواح سنويا، سواء في البلدان المتقدمة أو المتطورة ، هذا رغم التحسن الكبير في ظروف العمل بشكل كبير مقارنة بالماضي ، وتوفر أجهزة الأمن والسلامة المهنيين . الأمر الذي دفعنا للقيام بهذا البحث من أجل توضيح أهم العوامل التي من شأنها أن تكون سببا مباشر أو غير مباشر في وقوع الحوادث . ومن أجل القيام بذلك قسمنا الدراسة إلى جانبين :
الأول خصصناه للجانب المنهجي والنظري : والذي يحتوي على خمسة فصول كالآتي:
الفصل الأول: الإطار المنهجي للدراسة يتضمن أسباب وأهمية وأهداف الدراسة كما يتضمن إشكالية الدراسة وفروضها ، و الدراسات سابقة والصعوبات التي واجهناها في الدراسة.
الفصل الثاني : مدخل نظري لموضوع حوادث العمل، يتضمن ماهية الحوادث بالتحليل والتفسير مع تقديم تصنيفاتها المختلفة حسب أهم المعايير المعتمدة بالإضافة إلى توضيح أساليب قياسها
الفصل الثالث: حوادث العمل بين الأسباب والآثار المترتبة عنها، سنحاول من خلاله توضيح أهم الأسباب الموجودة في التراث النظري، والتكاليف الناجمة عن الحوادث.
أما الفصل الرابع : فسنحاول فيه تسليط الضوء على ماهية الضغوط المهنية مصادرها ومستوياتها .
أما الفصل الخامس: سنحاول فيه عرض بعض المحاولات العلمية التي فسرت ضغوط العمل ، كما نعرض فيه الآثار التي قد تنجم عن ضغوط العمل ،وأهم الأساليب الموجهة لإدارتها والتقليل من حدتها.
أما الجانب الثاني للدراسة فخصصناه للدراسة الميدانية ويحتوي على فصلين:
الفصل السادس : يبين الأسس المنهجية للدراسة كمجالات الدراسة ، و منهجية الدراسة.
أما السابع: فخصصناه لعرض البيانات وتحليلها في ضوء فرضيات الدراسة. ثم تقديم الاستنتاج العام للدراسة والخاتمة.