الخلاصة:
بات من الواضح أن التنظيم سمة مميزة للمجتمع المعاصر لما شهده من تغيرات اجتماعية وثقافية صنعت المناخ الملائم لنمو التنظيمات وازدهارها ، نذكر منها تغيرات نظام الأسرة وتعدد حاجات الأفراد والجماعات وقد زاد من حدة الشعور بهذه التغيرات النظام العالمي الجديد المتسم بالعولمة ، إذ أن التغير صار مشاهدا إعلاميا في كل بقاع العالم بل صار محسوسا بسبب التواصل الحضاري ، مما حتم على الدول النامية أن تسعى في تسريع نموها وتقوية وتيرة ازدهارها حتى تلحق بركب الدول المتقدمة ، وان شئت قل الدول المنظمة، إذ أنها أبدعت في التنظيم تنظيرا وتطبيقا واقعيا إلى حد يدفعنا لوصفها بالمنظمة .
ولا نرى لبلدنا من سبيل للحاق بهاته الدول المنظمة إلا أن يحاكي انتظامها ويفقه نظامها وان يعي معاني خطيرة كالعقلانية والترشيد والكفاية والسلوك التنظيمي والتشارك والانتماء والالتزام والولاء وترشيد القرارات و كل ماله صلة بالتنظيم الفعال، حتى تصل إلى هدف نهائي وهو التفوق والتميز والجودة.. ... و الفعالية.
محاولة منا الإسهام في خدمة هذه الغاية أردنا من خلال هذا البحث المتواضع الذي نعتبره جهد مقل و عطاء فقير أن نتطرق في دراستنا لمفهومين هامين هما: ا
-. الإدارة التشاركية : مفهوم له حضوره القوي في الإدارة الحديثة كحل مبتكر لبعض مشاكل التنظيم.
- . الانتماء التنظيمي عنصر خطير ومهم في المنظمات حيث أن غيابه أي عدم الانتماء مشكلة كبيرة تسبب ترديا واضح المعالم في السلوك التنظيمي للأفراد.
و من أجل معرفة طبيعة العلاقة بين هذين المفهومين تضمنت الدراسة جانبا نظريا و يتضمن ثلاث فصول أولها الفصل التمهيدي و يحوي الإطار المنهجي وفيه أسباب اختيار الموضوع أهمية الموضوع أهداف الدراسة ، الإشكالية، المقاربة النظرية، تحديد المفاهيم الدراسات السابقة . وثانيها فصل الإدارة التشاركية ويتضمن الديمقراطية ماهية التشارك في الإدارة ، أساليب التشارك في المنظمة ، محددات الإدارة التشاركية . وثالثها فصل الانتماء التنظيمي ويتضمن ماهية الانتماء التنظيمي ، علاقة الانتماء التنظيمي بمفاهيم أخرى مجال الانتماء التنظيمي ، بعض النظريات المفسرة للانتماء التنظيمي العلاقة المفترضة بين الانتماء والتشارك . أما الجانب الميداني فيتضمن فصلين هما الفصل الرابع وفيه الأطر المجالية والمنهجية للدراسة ، و الفصل الخامس ويتضمن عرض وتحليل النتائج وأخيرا لدينا الخاتمة والملاحق .