الخلاصة:
يشكل الاهتمام بالجانب الإنساني عنصرًا لا بد منه لتطوير طرق العمل و الإنتاج في المؤسسة فالمؤسسات أصبحت حاليًا لا تتفاعل مع التقنية فحسب بل مع جهد الفعل البشري عند توظيف طاقاته في إطار تكنولوجيا و تنظيم عمل ملائمين لطاقاته و نجاح المؤسسة مقترن باستغلال القدرات الكامنة في العملين و تنسيق أهدافهم و حاجتهم مع أهداف المؤسسة المستخدمة.
لذلك فقد أولت الدولة الجزائرية في مختلف مصادرهـا الرسميـة الاهتمـام بنسقين و كانت الجهود حثيثة في محاولات الاستثمار فيها:
الجامعة و المؤسسة العمومية الاقتصادية، و لعل أهم قاسم مشترك بين هذين النسقين هو التوجه العام التقني و التكنولوجي وفقًا لما تتضمنه في كل مرة الخطابات الرسمية.
فلقد تبينت الصيغة التقنية العلمية للتعـليم و التكـوين مـن خـلال العمل على تنويع و تدريس التخصصات التقنية و تهيئة البرامج و الهياكل اللازمة لهذا الغرض في مختلف المراحل التعليمية و التكوينية أما عن الاختيار التكنولوجي للنسق المؤسسي المستخدم فقد دعم بما سمي بالنقل التكنولوجي الذي أخذ أشكالاً متعددة (المفتاح في اليد، المنتوج في اليد، صيغ عقود، الهندسة و المساعدة التقنية ...)
تدعم الاهتمام السابق أكثر من خلال التأكيد على ضرورة الربط بين النسقين الجامعة و المؤسسة و التنسيق بينهما، لكن الواقع أثبت عدم التلاؤم بينها ووجد أنهما في حالة عزلة عن بعضهما، و لقد جاءت هذه الدراسة لمحاولة وصف العلاقة بين مخرجات النسق الأول – خريجي الجامعة- في محيطها المهني المؤسسة الاقتصادية العمومية- من خلال تجسيدها الممنهجي و صياغتها الميدانية لخريجي الجامعة – مهندسين و تقنيين – في مؤسسة ذات طابع تجاري تقني علمي – سونلغاز-