Abstract:
لقد تطورت التربية البدنية في العقدين الماضيين تطورا هائلا، جعل من الصعوبة بمكان ربط الحاضر بالماضي. وكما هو معروف، للرياضة دور فعال في تكوين الشباب، وتعود بفائدة عظمى على ممارسيها وذلك من الجانب النفسي والاجتماعي عامة، ومن الجانب الفيزيولوجي خاصة. وقبل وصول التربية البدنية والرياضية إلى أهدافها المرجوة وجب عليها المرور بعدة مراحل أساسية أهمها تكوين أستاذ التربية البدنية والرياضية، هذا الأخير يستطيع أن يكون أستاذا جيدا إذا توفرت فيه صفات معينة، فهو قدوة للتلاميذ، وعلى منواله يسير الكثيرون منهم ويتأثرون بشخصيته لأنه يتقابل معهم مئات المرات في مواقف شبيهة بمواقف الحياة اليومية، وكما يعتبر أيضا وسيطا بين التلميذ والرياضة، وهو سبب ممارسته للتلاميذ لمختلف الأنشطة الرياضية والتي ترتبط ارتباطا مباشرا بمدى وعيه وخبراته في تنفيذ وتقويم وتخطيط العملية التربوية بينه وبين تلاميذ المرحلة الثانوية.
فمن المعروف أن المراهقة مرحلة حساسة يجب على المربين أن يدركوا ويعرفوا أسرارها وخباياها ويبذلوا أقصى جهودهم من تفهم وضعية المراهق مهما كانت الظروف ويتعاملون معها بحذر ويقظة ودقة لكي يتمكنوا من توجيه سلوك التلميذ وتكوين شخصيته وميوله للتوجيه الصحيح والسليم.
فخلف هدوء المراهق ثورة عارمة من الصراع المرير وشبكة من المشكلات والصعوبات بدءا بالأسرة التي تبالغ في مراقبته وتدخلاته في شؤونه، الشيء الذي يخلق له نوع من المشكلات النفسية مثل القلق، الخجل، الاكتئاب... الخ لتتوسع بذلك دائرة هذه المشكلات لتمس الثانوية التي تعتبر المحيط الثاني للتربية بعد الأسرة.
وعليه إرتاينا من خلال دراستنا هذه تسليط الضوء على دور أستاذ التربية البدنية والرياضية وكيفية التقليل من المشكلات النفسية لدى تلاميذ الثانوية لإيصاله من حالة الانفعال إلى حالة التوازن والراحة النفسية.
وللإيفاء بالغرض قمنا بتقسيم دراستنا إلى بابين: خصصنا الباب الأول للجانب النظري الذي يحتوي على ثلاث فصول.
الفصل الأول: تطرقنا فيه إلى عنصرين:
- التربية البدنية والرياضية فتحدثنا فيها عن تعريفها وأهدافها، أغراضها، مجالاتها، وضرورتها بالنسبة للفرد والمجتمع، والفرق والعلاقة بين التربية والتربية الرياضية، أهميتها ومكانتها في الجزائر.
- الأستاذ تطرقنا إلى تعريفه، أدواره، صفاته وخصائصه، عمله ومسؤولياته، برنامجه المدرسي، علاقته بالمراهق، الدستور الأخلاق لمهنة التدريس.
الفصل الثاني: تحدثنا فيه عن المشكلات النفسية، الخوف، طرق علاجه، الإحباط، الظروف التي تسبب الإحباط، أهم الطرق التي تسبب الإحباط، الانطواء والخجل، مظاهرهما، أسبابهما، كيف للمعلم معالجتهما وتأثيرهما على السلوك والتحصل، ودور معلم التربية البدنية والرياضة في مساعدة الطفل الخجول، ضعف الثقة بالنفس، العوامل الطبيعية للشعور بالنقص، السلوك العدواني، أسبابه، واجبات المعلم والآباء اتجاه المشكلات النفسية.
الفصل الثالث: تحدثنا فيه عن المراهقة، تعريفها، مراحلها، وخصائصها، مشكلات المراهقة، وعلاقة الأسرة بالمراهق، وعلاقة المراهق بالمدرسة، وعلاقته بالجانب المهني والتوجيه.
أما الباب الثاني فخصصناه للجانب التطبيقي الذي تناولنا فيه فصلين:
الفصل الأول: تحدثنا فيه عن المنهج المتبع، مجالات البحث، وسائل البحث، وكيفية توزيع الاستبيان.
الفصل الثاني: فخصصناه لتحليل وعرض نتائج الاستبيان الخاص بالأساتذة والتلاميذ ثم استخلصنا جملة من النتائج.