الخلاصة:
أكثر الأمور تحديا في إدارة النظم التربوية المتنامية الحجم و التعقد هو تأسيس نظام فعال للاتصال و المحافظة على استمرارية فاعليته، فالاتصال من وظائف الإدارة الضرورية،وهو المكون الذي يجعل النظام ممكنا، وهو الوسيلة التي يتم عبرها القيام بوظائف الإدارة الأساسية، فالإداريون يمارسون عمليات التخطيط و التنظيم و التنسيق و التوظيف ز الضبط و التقييم من خلال عملية الاتصال، و إنه يكاد أن يكون من الصعب ممارسة أي عمل في أي نظام دون أن يكون للاتصال دور فيه أو مؤيد إليه.
فالاتصال هو الإجراء الذي يتم عبره تبادل الفهم بين الكائنات البشرية، أو هو الوسيلة التي تنتقل عن طريقها المعاني و الأفكار من إنسان لآخر أو من جماعة لأخرى، ففي الاتصال نقل و تلقي لمعاني و حقائقو آراء و مشاعر و أحاسيس، و يتم ذلك كله عبر رموز متفق عليها يرسلها شخص إلى شخص آخر.
تعتبر عملية الاتصال من العمليات الهامة والحيوية بين الجماعة، فهي وسيلة وليستغاية في حد ذاتها، وينبغي معرفة أن الاتصال السليم هو نتيجة التفاهم الجيد بين الأطراف، ويختلف الاتصال حسب طبيعة المؤسسة أوالأشخاص ومن بين هذه المؤسسات نجد المؤسسة التربوية التي يقع فيها ما يسمى بالاتصال التربوي.بحيث أنهيحقق التفاعل بين عناصر العملية التربويةلتحقيق الأهداف وأداء الأعمال أو الأنشطة بطريقة جيدة وجعل الأفكار والتعليمات تفهم بوضوح، وإحداث التغييرات المرغوبة في الأداء والنتائج الخاصة في المنظومة التربوية ومن بين موادها المقررة نجد حصة التربية البدنية والرياضية التي تدرس في مختلف الأطوار ومن بين هذه الأطوار الطور الثانوي حيث تعمل على تنمية قدرات التلميذ الفكرية والنفسية والبدنية و يكون فيها الاحتكاك بين الأستاذ والتلميذ أكثر من المواد الأخرىإذ يكون اتصال مباشر وفعال بين الأستاذ والتلميذ حيث يساهم في تحقيق الأهداف المسطرة، فإذا كان الاتصال جيد وفعال بين الأستاذ والتلميذ فإن الأستاذ حتما يستطيع التأثير على أفكار وتوجهات التلميذ وسلوكاته وخاصة في هذه المرحلة وهي المراهقة، ومن بين هذه السلوكات،نجد السلوكات العدوانية التي انتشرت بشكل رهيب في الآونة الأخيرة في الأوساط العائلية والشوارع وخاصة في الوسط المدرسي الذي يعتبر نقطة التقاء واحتكاك الأفراد مع بعضهم البعض.(أميرة على محمد،2006، ص13_14)
تعد ظاهرة العنف بين طلبة المدارس من أكثر المشكلات المدرسة سلبية و انتشارا، و التي قد تعيق العمل التربوي التعليمي المتوقع من المدرسة و تجعلها بيئة غير ملائمة لتحقيق الأهداف التربوية المنطوبة بها، فظاهرة العنف المدرسي من الظواهر الرئيسية الأكثر شيوعا في المدراس و باتت تشكل عبئا ثقيلا على كاهل العاملين بها لتعاملهم اليومي مع هذه السلوكيات، و أصبحت مشكلة رئيسية لإدارة المدرسة و للمعلمين و المرشدين التربويين و الآباء و المختصين في مجال الصحة النفسية المدرسية.
و يستخدم مصطلح العنف للإشارة إلى بعض الاستجابات أو الأنماط السلوكية التي تعرف من الوجهة الاجتماعية بأنها مؤدية أو ضارة أو هدامة كالاعتداء على الآخرين بالضرب أو على ممتلكاتهم أو السخرية و التهكم، و في مدارسنا تبدو الكثير من التصرفات المؤدية لدى العديد من الطلبة و المتمثلة في استخدام العنف الجسدي و الإيذاء المعنوي باستعمال ألفاظ بذيئة غير مستحبة في التخاطب مما يؤثر سلبا على العملية التعليميةوالتحصيل الدراسي للطلبة، علاوة على ذلك فإن تأثير هذا السلوك غير السوي على البيئة الصفية يشكل إزعاجا للمعلم مما يحد من القدرة على تحقيق الأهداف التربوية أو التعليمية و إدارة الحصة الصفية بشكل ملائم.( الشهري على عبد الرحمن، 2009، ص 02)
تعتبر مرحلة المراهقة من أكثر المراحل التي تتسم بتغيرات على جميع المستويات و هذا ما يؤدي إلى ظهور الأزمات و الصراعات النفسية، التي قد تعرض المراهق المتمدرس إلى مشاكل و اضطرابات على المستوى النفسي و الاجتماعي، لأنه من ناحية يمر بمواقف جديدة دون أن تكون لدية خبرة سابقة تمنعه من مواجهتها، و من ناحية أخرى فإن الظروف التي يعيشها سواءا داخل المدرسة أو خارجها تشكل ضغوطات عديدة، التي تنعكس بدورها على سلوكات التلميذ في المؤسسات التربوية.
تعد المرحلة الثانوية مرحلة لاكتمال النمو الجسدي و العقلي للطالب لذلك تحتاج هذه المرحلة لمعاملة خاصة كما أم مطالب و فعاليات المدرسة الثانوية تتخطى كثيرا مطالب المدرسة الابتدائية و المتوسطة، إذ تذكر المراهق بالوقائع المؤلمة في حياته المتمثلة في اختياراته المهنية و الدراسية و الاجتماعية، و مع التنوع في مشكلات المراهقة و تنامي الآثار الناتجة عن تلك الممارسات على كافة الجوانب التحصيلية و التربوية للتلاميذ، توجب إلقاء المزيد من الاهتمام العلمي عبر دراسات و أبحاث، هذا للوقوف على الأسباب و الدوافع الحقيقية لهذه المشكلات.
و انطلاقا من هذه المعطيات وقع اختيارنا لموضوع بحثنا و الذي يتمحور حول " الاتصال التربوي و دور في
التقليلمن العنف داخل المؤسسات التربوية ثنائية الأستاذ و التلميذ "و هذا لتسليط الأضواء على مختلف العوامل التي تقف وراء ظاهرة العنف المدرسي و السلوك العدواني الصادر عن التلاميذ في مرحلة الثانوية خاصة أنهم بفترة أومرحلةالمراهقة و التي تعتبر مرحلة صعبة في حياة الفرد لما يحدث فيها من تغيرات عقليةوجسمية.( أمين أنور الخولي،1998، ص05)
و لهذا قمنا بإعداد الخلفية النظرية للبحث و التي شملت أربعة مواضيع مهمة تتمثل في:
الاتصال التربوي .
العنف المدرسي.
مرحلة المراهقة.
أما الجانب التطبيقي فتناولنا فيه فصلين:
الفصل الأول شمل الإجراءات المنهجية للبحث و الفصل الثاني فقد تناولنا فيه عرض و تحليل و مناقشة النتائج.