الخلاصة:
إن النشاط البدني الرياضي في صورته الجديدة وذلك من خلال حصة التربية البدنية والرياضية داخل المؤسسات التربوية يعتبر ميدان هام من ميادين التربية وهو بذلك يعتبر ركيزة يستعين بها الفرد في حياته اليومية حتى يكون فردا صالحا مزودا بخبرات ومهارات وحينا تجعل منه جزء لا يتجزأ عن مجتمعه مساير لتطور ونمو محيطه الاجتماعي، فممارسة الرياضة من خلال حصة التربية البدنية والرياضية لها قيمة أساسية في حياة الفرد لما تقدمه من فوائد جسمية ونفسية واجتماعية وتربوية، فمن الناحية الجسمية تقوي عضلات وتنشطها، أما من العقلية فتساعد على تطوير القدرات العقلية والوجدانية، كما تجنب الفرد العقد النفسية التي غالبا ما تسبب له صعوبات واضطرابات نفسية، أما من الجانب الاجتماعي فإنها تتيح للفرد فرصة الاحتكاك مع الغير مما يؤدي به إلى ربط علاقات حميمية كالصداقة والزمالة والحب ...إلخ، أما من الناحية التربوية فهي تؤدي إلى اكتساب مهارات حركية ومعارف جديدة، كما أنها تعدل السلوكات والتصرفات السلبية.
ونظرا لهذه الأهمية فقد أدرجت ضمن البرامج التعليمية وفي كل الأطوار التعليمية حيث أصبحت مادة تدرس كباقي المواد الأخرى في المؤسسات التعليمية، ولقد توصل الباحثون إلى وجود فترة هامة يمر بها الفرد في حياته تظهر فيها المشاكل النفسية والاجتماعية، والمتمثلة طبعا في فترة المراهقة التي اختلفت فيها الآراء والعلماء إذ يقول "JM RON" في هذا الشأن أنها "مرحلة مهمة للطفل، حتى أن الفلاسفة أطلقوا عليها اسم الولادة الثانية، وهي تتميز بالاضطرابات المرفولوجية والنفسية".
فالتغيرات المفاجئة التي تطرأ على المراهق في هده المرحلة خاصة منها الفيزيولوجية والعقلية والمرفولوجية والاجتماعية هي التي من شأنها أن تؤثر سلبا على راحة المراهق، وهذا ما يخلق صراع بينه وبين غيره، بدأْ من الأسرة التي تبالغ في مراقبته وتدخلاتها في شؤونه الخاصة مما يؤدي بسلوكه إلى الطابع العدواني، ونجد المراهق يسعى دائما إلى تلبية رغباته بشتى الطرق سواء كانت شرعية أو غير شرعية، وإن صادفه عائق يتمرد على الجميع فتصدر منه سلوكات مختلفة غير مرغوب فيها، ولعل السلوك العدواني أحد أهم هذه التصرفات السلبية والتي تعتبر بمثابة التعبير الخارجي للمشاعر العدوانية المكبوتة.
من خلال بحثنا نحاول إظهار العلاقات الموجودة بين ممارسة النشاط البدني الرياضي التربوي والسلوكات العدوانية.
من أجل ذلك قمنا بإجراء بحث ميداني في ثانويتين وأخذنا فئة التلاميذ كعينة وقد قسمنا البحث إلى قسمين جانب نظري وجانب تطبيقي، قسم الجانب النظري إلى فصلين حيث تناولنا في الفصل الأول ممارسة النشاط البدني الرياضي التربوي، أما في الفصل الثاني تناولنا السلوك العدواني، أما الجانب التطبيقي فهو عبارة عن تحليل نتائج المقياس للتلاميذ لمعرفة الدور الفعال الذي يلعبه النشاط البدني الرياضي التربوي في التقليل من السلوك العدواني، وختاما أنهينا بحثنا ببعض الاقتراحات والتوصيات المناسبة.