Abstract:
يتفق أغلب الباحثين والمشتغلين بالتعليم على أن كفاية الأستاذ وفعالية التدريس تعتمد على دعامتين أساسيتين هما : الإعداد للمهنة وهذا يتطلب إعدادا أكاديميا وثقافيا ومهنيا يمكن الأستاذ من اتقان مادة تخصصه وإكسابه المهارات اللازمة لمهنة التدريس ، والدعامة الثانية تتمثل في توافر قدر من الخصائص النفسية والاجتماعية لدى الأستاذ تمهد للمهارة في ممارسة فن التدريس وتزيد من فرص نجاحه . ذلك أن النشاط التدريسي نشاط عقلي وجداني اجتماعي تتجلى فيه مظاهر الفعل والانفعال والتفاعل الاجتماعي ، ويحاول الأستاذ من خلال المواقف التعليمية توظيف قدراته العقلية ومهاراته الأدائية وأنماط سلوكه وعاداته في مساعدة التلاميذ على التعلم .
إن الخصائص النفسية والاجتماعية في شخصية الأستاذ تستمد أهميتها من التغيرات التي حدثت في أدواره ومهامه لكي يواكب حركة التربية الحديثة التي أوجدتها عوامل متعددة ومتشابهة أدت إلى ضرورة العناية باختيار الأستاذ وإعداده من كافة جوانبه المعرفية والنفسية والاجتماعية والصحية ، إذ لم يعد يقتصر دور الأستاذ وأثره على الجانب العقلي والمعرفي للتلميذ بل يتعداه إلى الجوانب الإنسانية الاجتماعية حيث يعامل الأستاذ المتعلم باعتباره انسانا له كيانه وكرامته واستعداده للتعلم . وقد صدر عن المؤتمر الدولي للتربية الذي عقدته منظمة اليونيسكو (جنيف 1975 ) تقريرا يؤكد هذا الاتجاه فيذكر أن دور المعلم لم يعد يقتصر على تنمية قدرات التلاميذ ونقل المعرفة اليهم واكتشافها فحسب بل ينبغي على المعلم أن يدرك أن فعالية التدريس والتربية المدرسية تعتمد بشكل كبير على مدى تطوير العلاقات الشخصية بين المعلم وتلاميذه . وقد ظهرت بعض المداخل النظرية الحديثة في التدريس التي تستمد أصولها من هذا الاتجاه ومنها المدخل الاجتماعي في التدريس ويفترض هذا المدخل أن المعلم ذو الخصائص النفسية الاجتماعية الايجابية البناءة أكثر كفاية في التدريس من غيره .
وينظر المدخل النفسي الاجتماعي إلى التدريس على أنه نشاط يتسم بالمهارات الاجتماعية ، ويعتمد على العلاقات البينية والتواصل الفعال بين المعلم والتلاميذ وأنه يمكن أن تعلم المهارات الاجتماعية مثلما تعلم المهارات الحركية .
إن الهدف من الدراسة هو معرفة تأثير انجاز الكفايات الصفية على الفعالية التربوية لأساتذة التربية البدنية والرياضية في المرحلة المتوسط ، وللكشف عن هذا التأثير والإجابة عن تساؤلاتنا قمنا بتقسيم بحثنا إلى عدة جوانب ، جانب تمهيدي ، وجانب نظري ، وجانب تطبيقي.
الجانب التمهيدي : الإشكالية ، الفرضيات ، أهداف البحث ، أهمية البحث ، تحديد المفاهيم ، الدراسات السابقة .
الجانب النظري : ويحتوي على ثلاثة فصول :
الفصل الأول : الكفايات الصفية
الفصل الثاني : الفعالية التربوية
الفصل الأول:: أستاذ التربية البدنية والرياضية
الجانب التطبيقي : ويحتوي على فصلين :
الفصل الأول : المنهجية المتبعة
الفصل الثاني: عرض وتحليل النتائج
وقد توصلنا في الأخير إلى استنتاجات لكل محور ثم الاستنتاج العام وبعدها قمنا ببعض التوصيات التي رأيناها مناسبة ثم الخاتمة .