الخلاصة:
ان من بين المشاكل و التطلعات التي يواجهها العالمون في المجال الرياضي هو عملية الانتقاء و التوجيه للتلاميذ ذوي المواهب الرياضية، فكثيرا ما يتم هذا الاخير بناء على اعتبارات ذاتية، لها اثرها السيئ على نتائج المستقبلية وعلى الشخص الممارس لها، كالانسحاب منالملاعب او عدم الجدية في التدريب وعليه فالانتقاء الخاطئ لا يخدم الرياضة في شيء، بل يعتبر اهدارا للوقت والجهد و الامكانات المادية بالموازاة مع ذلك يعد الانتقاء و التوجيه الرياضي الجديد و المبني على المحددات الموضوعية من اهم عوامل النجاح في الرياضة
المدرسية لما يمكن ان يوفره من امكانية النجاح و التفوق في نوع التخصص مستقبلا.
فلا شك ان التلاميذ يشكلون اعلى نسبة منتظمة في المجتمع، لأن الزامية التعليم تعني بأن جميع التلاميذ يلتحقون بالمدارس حتى تتاح لهم الفرص المتكاملة للممارسة الرياضية وتنمية ميولهم الإيجابية، فاذا نضرنا الى اطوار التعليم المختلفة نجد مرحلة التعليم المتوسطة تحتل موقعا هاما في المشوار الدراسي للتلاميذ، بحكم وجود تحولات نفسية وجنسية وفسيولوجية و مرفولوجية يتميز بها في مثل هذا السن هذا بالإضافة الي كون هذا الطور يمثل منعرج جديد بالنسبة للتلميذ و ذلك لتلقيه مادة جديدة يتم ممارستها بصفة منتظمة، عكس ما كان عليه في التعليم الابتدائي(مجرد ممارسة عشوائية) الشيء الذي يدفعه الى تفجير قدراته الكامنة.
فإذا كانت ممارسة التربية البدنية و الرياضية في مختلف المؤسسات التربوية من حق جميع التلاميذ دون إقصاء باستثناء المعفيين منهم،فان الرياضة المدرسية، بحيث يعتمد عليهم المشاركة في مختلف الفاعليات الرياضية ومنافسات اقوى الفرق المدرسية، كما ان التكون القاعدي في اي نوع من انواع الرياضية العالية، وفي مرحلة النمو المناسبة حيث نعتمد في هذا الاعداد على اشراك عدد كبير من التلاميذ بمواصفات عالية تؤهلهم لأن يكونوا في المستقبل النواة الاولى لتغذية المنتخبات الوطنية، ومنافسة اقوى الفرق القارية و الدولية فالمجال الرياضي في الوقت الحالي اصبح اكثر اتساعا من حيث المفهوم و الاهمية وذلك راجع لزيادة الاقبال عليه من طرف مختلف الافراد وفي مختلف التخصصات و الفروع
الرياضية حتى انه دخل مجال الاحتراف و العلمية فلا شك ان انجاز الارقام القياسية و الفوز بالمنافسات و البطولات يستند مباشرة على نوعية الانتقاء كما يحدث في اي مجال من القطاعات الاخرى حيث تتعلق نوعية المنتوج الجاهز بوجود المادة الاولية .ان من بين دعائم الحركة الرياضية الوطنية، ما يسمى بالرياضة المدرسية التي تكون موجهة اساسا نحو
تلاميذ مختلف اطوار التعلم، حيث تعمل هذه الاخيرة على وضع الخطوة الاولى للتلميذ و التوجيه الصحيح له، مما يساعده في المستقبل ان يكون رياضيا بارزا، يمكن ان يساهم في بناء المنتخبات الوطنية وتمثيل البلاد في المحافل الدولية .
ويكمن دور الرياضة المدرسية اساسا في وضع القاعدة الاولى للتلميذ، و الكشف عن المواهب الشابة في
مختلف الانشطة الرياضية في سن مبكر، بتالي الاعتناء بها و تدعيمها خلال كل مراحل التعليم وذلك وفق تخطيط برامج تدريبية تنافسية وهو مايسمح لهذه المواهب من رفع مستواها ليتم توجيه افضل البراعم منهم لمواصلة مشوارهم في نواد رياضية متخصصة، حيث يكمن دور هذه الاخيرة في الحفاظ على هذه القدرات من الاخفاء من اجل ظهورها اكثر وتطورها، عن طريق تثبيتها وصقلها بواسطة التدريب الرياضي والمنهجي والمنظم .