الخلاصة:
إن التطور العظيم الذي شهده العصر في جميع العلوم، و التي تتعاون فيما بينها وتهدف إلى تحقيق غاية مشتركة ألا و هي ترقية الإنسان و محاولة إسعاده بأعلى قدرممكن، و توجيه الحياة إلى ما يسعد أكبر عدد ممكن من الإنسانية، و ذلك من خلال النتاجالضخم في جميع الميادين الاقتصادية و الصناعية.
و بالموازاة مع هذا يشهد المجال الرياضي الذي لا يقل شأنا عن باقي العلوم الأخرىو ذلك من حيث استعمال أحدث الأجهزة و الأساليب العلمية المتطورة في المجالالرياضي، و يعد النشاط الرياضي في صورته التربوية الحديثة، و بتنظيماته و قواعدهالمبنية على أساس علمي سليم، و بمختف أنواعه و ميدانا هاما من ميادين التربيةالحديثة، و عنصرا قويا و فعالا في إعداد المواطن الصالح، و ذلك من خلال العمل علىتزويده بمختلف المسارات و الخبرات الحركية الواسعة،
و التي تمكنه في التكيف معمجتمعه و تجعله قادرا على بناء و وضع الحجر الأساسي لحياته، و تساعده أيضا علىمواكبة العصر.
كما تعمل التربية والرياضة على جعل العقل البشري نشيطا و سليما، و يكسب الجسمالصحة و القوة، و تجعله قادرا على العمل و زيادة الإنتاج، مستعدا للدفاع عن نفسه ووطنه، و من مزايا ممارسة التربية البدنية و الرياضية بمختلف أنواعها سواء الجماعيةأو الفردية تعود على النظام و الطاعة و الشعور بالمسؤولية و حب التعاون، كما تكسبالفرد أيضا فن قيادة الجماعة و كذلك الثقة بالنفس في أداء الواجب.
و تعتبر التربية البدنية والرياضية في عصرنا الحالي ظاهرة اجتماعية و ثقافية وحظارية يمكننا من خلالها تقييم و قياس مدى تقدم و تطور الشعوب و الأمم.
كما تلعب التربية البدنية والرياضية دورا هاما في خلق العلاقات الطيبة و توثيقها بينممارستها و كذلك تكوين الإطارات المختصة في هذا المجال و كل هذا من أجل تكوينمجتمعجزائريسليم من الناحية الصحية، البدنية والعقلية، و خاصة أن المجتمع الجزائري يمثل فيه نسبةالشباب أكثر من 60٪ من مجموع السكان، وفي هذا الإطار دائما أصدرت الحكومةالجزائرية عدة نصوص رسمية وضحت فيها مبادئ هده الحركة الرياضية و أهدافها، كما بنت طرقها و وسائلها وإمكانياتها، كما أدرجت ممارسة التربية البدنية و الرياضيةفي المؤسسات التربوية، و جعلت حصة منها حصة أكاديمية لا تقل أهمية عن باقيالحصص الأكاديمية الأخرى، و اعتبرت أن الممارسة التربوية الرياضية جزءا مكملاللبرنامج على مستوى المؤسسات التربوية و التكوينية، و يجب أن تدرس على شكلتعليم مناسب، تحدد فيه كيفيات الإعفاء و شروط الممارسة عن طريق التنظيم.
لكن رغم هذا التوجه الجديد للسلطة السياسية للنصوص الرياضية في بلادنا، و رغمالأهمية البالغة لحصة التربية البدنية و الرياضية في البرنامج الدراسي لمختلف مراحلالمتوسط و التقني و الثانوي، و باعتبارها حصة أكاديمية لا تقل أهمية عن باقيالحصص و المواد الدراسية الأخرى و نظرا للفوائد الجمة التي تعود للتلميذ من خلالممارستها، و باعتبار أن التربية البدنية خير غذاء لبناء الجسم، فالحركة تقوي العضلات،و يكسب من خلالها الجسم عنصر القوة و الصلابة و بذلك نتمكن من القضاء على الكثيرمن الأمراض، و بفضل الممارسة المنظمة في إطار القوانين و القواعد العلمية يتفتح ذهن الفرد الممارس للتربية البدنية، و ينشط بدنه و ذلك انطلاقا من القاعدة العلمية.