الخلاصة:
إن مدینة غردایة ھي عبارة عن إقلیم صحراوي غزیر بالثروات الطبیعیة، حیث أن لھا مناخ جاف
وحار یختلف عن غیره، مما یصعب المعیشة قلیلا على سكانھ، وھذا ما أدى بالسكان ھناك إلى التحول
من نمطھم القدیم في العیش إلى نمط عصري جدید یختلف تماما عن النمط القدیم، فتغیرت ظروف
المعیشة بتوفر الخدمات بكثرة مثل التعلیم والخدمات الصحیة والتجاریة وغیرھا، كذلك تغیرت أنماط
المساكن وتوفرت فیھا وسائل جدیدة أتاحت للسكان العیش برفاھیة أكثر وراحة كذلك، إلا أن ھذا التغیر
في الأنماط والتحول من حال لآخر كان لھ تأثیر سلبي بعض الشيء على الصحراء فقد فقدت طابعھا
التراثي المحلي التقلیدي وأصبحت كمدن الشمال ولا تختلف عنھم كثیرا في ملامحھا الحضاریة.
الوصف:
لقد طرأت على مدینة غردایة عدة تحولات غیرت من حالتھا الأولى، وھذه التحولات مست الجانب
السكاني والعمراني بشكل كبیر، حیث تغیر نمط المساكن بدرجة كبیرة خلال فترة من السبعینیات إلى
الوقت الراھن.
وقد كان لارتفاع عدد السكان وتطور النسیج العمراني دور كبیر في ھذه التحولات حیث نلاحظ أن عدد
السكان في زیادة مستمرة مع مرور السنین مما جعل الناس في حاجة للتوسع، كذلك الاطلاع على ثقافات
الدول وكذلك على الولایات الشمالیة جعل سكان مدینة غردایة یتطلعون للتطور أكثر وللتحضر مما غیر
نمط مساكنھم ومعیشتھم.
أثرت ھذه التحولات على الواقع الصحراوي حیث فقدت الصحراء طابعھا التراثي القدیم، فلم تبقى سوى
بعض القصور المندثرة والتي تسمى أطلالا الآن وأماكن للزیارة لا غیر، فالناس في مدینة غردایة أصبح
لھم نمط آخر یخالف ما عھده الأولون وھذا أمر غیر من حالة المدینة التي صارت تشھد تطورات عدة
في كل المجالات.