Abstract:
نستطيع القول بأن التفوق الدراسي للأبناء لم يعد مرهونا بأداء التلميذ فحسب بل أصبح يتعدى ذلك إلى العوامل المحيطة بالأسرة كمستواها الثقافي والاقتصادي الذي تمتلكه والاجتماعي والمتمثل في شبكة العلاقات و المعارف التي تفرض مقدارا معينا من المكانة الاجتماعية و أخير للمجال العمراني المتمثل في البيئة الاجتماعية التي تقيم فيها الأسرة سواء كانت حضرية ، شبه حضرية أو ريفية ،بحيث يختلف إسهام كل من هذه العوامل من بيئة إلى أخرى و من أسرة إلى أخرى .
فجاءت دراستنا هذه لتسليط الضوء على الأسرة أو الجو الأسري الذي يعتبر كما قلنا عاملا مهما يمكن أن يؤثر على حياة الأبناء ونجاحهم الدراسي خاصة المتفوقين منهم حيث أكد كثير من الباحثين على أن فئة الأبناء المتفوقين حساسة جدا تحتاج إلى الكثير من الرعاية والاهتمام ، وما تم تأكيده في هذه الدراسة هو أن الوضع الاقتصادي أو الرأسمال الاقتصادي للأسرة يؤثر إيجابيا على الأبناء المتفوقين دراسيا وهذا إذا كانت حالة الأسرة الاقتصادية جيدة ، أما إذا كانت العكس أي أن حالتها الاقتصادية سيئة لاتستطيع إشباع الحاجات المختلفة للأبناء وبذلك يكون عائقا كبيرا أمام التلميذ المجتهد المتفوق وبالتالي يحرمه من تحقيق النجاح والتفوق الدراسي .
ومما لاشك فيه فإنه لا يمكن تعميم نتائج دراستنا هذه لأنها شملت عينة محددة من أفراد المجتمع وبهذا يبقى مجال البحث في هذه الدراسة مفتوحا أمام الباحثين والدارسين له ،لذا نأمل أن تكون دراستنا هذه المتواضعة أن يستفيد منها الطلبة بصفة خاصة والآباء بصفة عامة .