الخلاصة:
اقترن موضوع أخلاقيات المهنة بصفة خاصة وبمهن محددة دون سواها، ان كثيرا ما نجده يشيع في مجال الطب، القضاء، الإعلام، الصحافة، بينما يقل ذكره في مجال التربية والتعليم، وكأن القائمين، بهذه المهنة يمارسون مهامهم بطريقة عشوائية أو بدون لوائح قيمة تحدد سلوكهم، الأمر الذي يقلل من قيمة هذه المهنة رغم شموليتها وقداستها، وإذا كانت المهن على اختلاف أنواعها تحتاج إلى أخلاقيات وضوابط فان مهنة التعليم أحق من أي مهنة أخرى بهذا الموضوع.
وإذا كان الخطأ في مجال الطب أمر خطير، فإنه أخطر بالنسبة لمجال التربية والتعليم، ذلك أن المعلم يخاطب عقول المتعلمين ويتعامل مع شخصياتهم ككل.
موضوع أخلاقيات العمل لا يتوقف عند المدارس والجامعات، بل يأخذ بعد أكبر في الحياة العملية، سواء في قطاع العام أو القطاع الخاص، وموضوع أخلاقيات العمل في الإسلام مرتبطة ارتباطا أساسيا و منطقيا بالعمل اليومي مع الآخرين، وإجازة العمل الوظيفي وممارسة الأخلاق الإنسانية السوية، بالإضافة إلى التمسك بالقوانين خلال الممارسة الاجتماعية اليومية.(بلال خلف السكارنة،2009، ص09).
إلا أننا من خلال الممارسة الفعلية ومماّ لاحظناه في المجتمع، وجود تناقص في أخلاقيات العمل النبيلة التي يدعو لها الإسلام حول العمل الأمر الذي يقود العاملين إلى تجاوز اللوائح والدساتير التي تحدد ضوابط المهنة، وهذا ما يشكل خطورة بصفة خاصة على مجال التعليم، فسبب تفشي المشكلات التعليمية كالرسوب المدرسي، الغش المدرسي، الدروس الخصوصية...، يعود – في جزء كبير منه - إلى تجاوز أخلاقيات المهنة من طرف بعض المعلمين.