Abstract:
الحرية هي إمكانية الفرد دون أي جبر أو ضغط خارجي على إتخاذ قرار أو تحديد خيار من عدة إمكانيات موجودة. مفهوم الحرية يعين بشكل عام شرط الحكم الذاتي في معالجة موضوع ما.
والحرية هي التحرر من القيود التي تكبل طاقات الانسان و إنتاجه سواء كانت قيودا مادية أو قيودا معنوية، فهي تشمل التخلص من العبودية لشخص أو جماعةأو للذات، والتخلص من الضغوط المفروضة على شخص ما لتنفيذ غرض ما، والتخلص من الإجبار والفرض.
يمثل الفكر في حياة الإنسان الثقافية والحضارية والتاريخية العامل المحرك الذي يشكل الإنسانية بكل أبعادها في الفرد ويبني المجتمع والدولة والأمة ويحرك التاريخ ويصنع الحضارة، من دون الفكر يبقى الإنسان رهينة لبهيميته لا تشغله إلاّ شهوته وحبيس حاضره في مستوى الحيوانية لا تهمه إلاّ لحظته الراهنة، لكنّه مخلوق مُكرّم بالعقل وقوى أخرى لا تحصى، بها صار على ما هو عليه الآن من رفعة وسؤدد وسيطرة وتحكّم.
* الفكر يصنع الإبداع بشقّيه الكشفي والاختراعي والإبداع قوّة لم تُؤت لغير الإنسان ترتبط بالفكر، تُطوّره وتُجدده باستمرار، والتقدم الذي أحرزه الإنسان في جميع ميادين الحياة عبر العصور وانتهى إلى ما يسمى بالثقافة والحضارة هو نتيجة للتقدم الفكري والعلمي والتقني الناتج عن قدرة الإنسان على الوصول إلى الجديد في النظر والعمل، وذلك هو عين الإبداع وجوهره، ولولا الإبداع ومن وراءه الفكر لبقيت الإنسانية على حالتها البدائية الأولى ولم تعرف الرقي والازدهار الحضاري. لاشك ان الانسان بفكره وابداعه يسعى الى تطوير نفسه ومن حوله للحصول على كل أنواع الحرية وهنا نصل الى قمة الوعي ،خاصة امتلاك الحريات الشخصية
هي الحريات الأساسية باعتبارها أسمى الحقوق التى تكلفها الدساتير وإعلانات الحقوق للمواطنين.
ولا جدال فى أن الضمان الأساسى للحماية الفعالة للحقوق والحريات الأساسية لابد أن يبدأ من الأفراد أنفسهم قبل أى طرف آخر لأنه لا جدوى من أى نظام يوضع لحماية الحقوق والحريات ما لم يتمسك به الأفراد وما لم يكن لديهم الوعى السياسى والإدراك الكافى لممارسة تلك الحقوق والحريات فى حدود الدستور والقانون. كما تأكد لنا ان الفيلسوف الدكتور زكي نجيب محمود ابرز المهتمين بصحوة العقول .
* مما سبق بدا لنا واضح رؤية د زكي نجيب محمود وهي نظرة فيلسوف ناقد يعاني مشقة الفيلسوف والمجدد ، اذ كشف ما يعانيه المواطن العربي من صعوبات وعراقيل تحول بينه وبين الحصول على الحرية اذ نواجه تحديات اجتماعية وفكرية وسياسية ذكرها في ما سبق ،اذ نجد نظرته للحرية تقوم على مقاربة بينها وبين الفكر ، واعتبرها حرية إيجابية ام الحرية السلبية فهي مجرد فك للأغلال فهي حرية ناقصة و سلبية اذا مفكرنا كرس العديد من كتاباته لهذه الدعوة ويرى ان تراثنا يفتقر لتصور متكامل عن العدالة الاجتماعية . كما ان نظرته جاءت متشبعة لانه عاصر صعود القومية العربية ،كما كان شاهدا على العديد من الانكسارات السياسية والفكرية