الخلاصة:
-كان دافع الاستعمار الفرنسي من احتلاله للجزائر ، إ فراغها من طاقاتها البشرية بتهجير الجزائريين منها.
- إن هجرة الجزائريين أثناء فترة الاحتلال الفرنسي ، كانت نتيجة لعدة ظروف سواء سياسية أو اقتصادية واجتماعية وحتى ثقافية ، أدت بالمئات بل وحتى الآلاف من المسلمين الجزائريين ، عائلات وأفراد إلى التخلي عن وطنهم بعدما تبين لهم وجوبها عليهم ، لذلك تعددت توجهاتهم
- نتيجة للضغوطات التي مارسها الاستعمار الفرنسي على أبناء الجزائر، ظهرت عدة شخصيات مقاومة له ،ومن بينها شخصية الأمير عبد القادر .
- لم يقع اختيار الأمير في بداية الأمر على الهجرة ، كحل للهروب من بلده ، بل على العكس قاوم الاستعمار مدة سبعة عشر سنة ’ ولما استحال استمرار المقاومة، فضل الهجرة هو وعائلته الى دمشق.
-بقي الأمير عبد القادر ثابتا على مواقفه ، رغم المساومات التي قدمت له من طرف فرنسا في قصر امبواز ،وخير دليل على ذلك مقولته المشهورة:<< لو جمعت فرنسا كل كنوز الدنيا في ذيل برنسي ثم خيرتني بين أخذها و بين حريتي لاخترت حريتي >>.
- وبعد عدة أدوار سياسية و ثقافية قام بها الأمير كمهاجر جزائري متميز، نخلص الى النتائج التالية:
-بوصول الأمير عبد القادر إلى دمشق سنة 1855 م بدأت مرحلة جديدة في حياته اختلفت عن المراحل السابقة ، حيث وجد نفسه مضطرا إلى التعامل مع معطيات جديدة ؛ فالدولة العثمانية أصبحت عاجزة على حمايته ، في مقابل أن الدول الأوربية كانت طامعة في إخضاع المنطقة العربية.
- أنقذ الأمير بلاد الشام من احتلال أجنبي ،بحمايته للمسيحيين في فتنة 1860 م ،وبذلك أفشل خطط الدول الاوروبية ،وفي طليعتها فرنسا ، من أي تدخل في بلاد الشام، بحجة حماية رعاياها المسيحيين .
- صرح الأمير مرارا ، أنه لم يفعل سوى ما أوجبته عليه فرائض الدين ولوازم الإنسانية، في حين ذهبت بعض الكتابات إلى أبعد من هذا ، واعتبرت الأمير عميلا لفرنسا.
- إن سعى الزعماء الشاميين سنة (1877 – 1878 م) لتحقيق مشروع الاستقلال السوري ببلاد الشام ، وتنصيب الامير عبد القادر ملكا عليها ، جنب البلاد من أي تدخل أجنبي ، خلال ظروف الحرب الروسية العثمانية التي باتت تهدد هذه الدولة العثمانية بالسقوط والانهيار.
- إن موقف الأمير عبد القادر ودوره في حركة الزعماء الشاميين، لم يكن موقفا عدائيا بالنسبة للدولة العثمانية ، بل سعي لأن يظل الارتباط الروحي قائما بين البلاد الشامية والخلافة العثمانية.
- عرفت الفترة التي قضاها الأمير عبد القادر في دمشق تحولا فكريا كبيرا ، فظهر كعالم ومفكر ، وهذا ما أكدت كتاباته الأولى ولاسيما كتابه " المقراض الحاد" و"ذكرى العاقل وتنبيه الغافل " وكتابه " المواقف " الذي توغل من خلاله في علوم التصوف
- لم يكن الأمير خلالها بمعزل عن الأحداث التي شهدها العالم الإسلامي بل تعايش مع أحداثها ، من خلال إبراز دوره في المجال السياسي كقائد سياسي محنك ، وفي المجال الثقافي كمعلم مربي للأجيال.