الخلاصة:
لم تحظ المسألة الثقافية في الدول العربية بوجه عاموفي الجزائر على وجه الخصوص ، بالأهمية الي حظيت بها مختلف المسائل الأخرى الاقتصادية منها والسياسة والاجتماعية، فالنخبة المثقفة كمصطلح وكمفهوم بكل ما تحمله من معان ظل غامضا و ضبابيا، محل بحث ونقاش في كل الأوساط الفكرية والثقافية .
فهو مرتبط بالأفراد الذين يفكرون في المجتمع ويضعوا الخطوط والبرامج والمشاريع الاساسية، إلى تقرر مصير الدولة و مختلف مؤسساتها وهياكلها التنظيمية. و عليه فإن معظم البحوث تكون نتيجةنضج وتبلور المسألة الثقافية لاستعادة وعي المتفقين ،بمواقعهم ومواقفهم وسياقات إنتاجاتهم التاريخية والمجتمعية ، وذلك بإعادة النظر في مسائل ليس الهدف منها تعيين مكانة ودور المثقف في المجتمع فقط. إنما إعادة موضعه كذات و كمجموعةاجتماعية مستقبلية في سياق ديناميكية التناقضات والعلاقات الاجتماعية المتنوعة ، وذلك نتيجة الغياب النسبي للأنتلجنسيا في التجربة الوطنية ،كان بمثابة السبب الرئيسي لضيق البعد الثقافيللحركة الوطنية ،الأمر الذي أدى إلى الارتياب من المثقفين و احتقارهم أحيانا و تهميشهم ومراقبة نشاطاتهم . هذا ما دفع بالعديد من المؤلفين والكتاب والأدباء والدارسين إلى تناول تركيبة المثقف ،ودوره في تقديم نفسه ،وإثبات ذاته ، قصد فرض مكانته .
فالمثقف أحيانا بلعب دور الفرد الخادم لمجتمعه كما أن أهميته تبرز في التغيير من خلال دوره في فهم الواقع الاجتماعي والسياسي لمجتمعه، وبلورة قيمه وأفكاره ، وعكس تطلعاته وبناءوعيه .
كما ظهرت أيضا كتابات تتناول أزمة الثقافة العربية ، ووضعية المثقفين و مكانتهموبالتالي أصبحت هذه القضية موضوع نقاش ، للعديدمن التظاهرات العلمية. وكان دائما الهدف من إثارة هذه المسألة هو تبيان أهمية ودور النخبة الفكرية والثقافية .
و بعد الذي تقدم يمكننا طرح السؤال الجوهري لإشكالية البحث و بشكل موجز كالآتي :
من هي النخبة المثقفة ؟
و فيما تتمثل ؟
وانطلاقا من إشكالية البحث ، تنبثق طبيعيا التساؤلاتالفرعية الي يمكن إنجازها كالاتي :
أ- فيما تتمثل المسألة الثقافية ؟
ب- كيف ظهر المثقف في الخطاب العربي ؟
ج- ماهي المنطلقات الفكرية الي يؤسسها بعض المفكرين حول ضبط مفهوم المثقف ؟
وللإجابة عن الإشكالية و تساؤلاتها الفرعية ارتأيت تقسيم البحث إلى ثلاثة فصول :
- الفصل الأول :
جاء عبارة عن ضبط المفاهيم
- أما الفصل الثاني :
فقد خصصناهللحديث عن مفهوم المثقف عند المفكرين العرب.
هذا وقد خصصنا الفصل الثالث لأنطونيو غرامشي وإسهاماته في تحديد المفهوم.
وأنهينا الموضوع بخاتمة ، ومجلات و دراسات مدعمة .
المنهج المتبع :
وقد اتبعنا فيهذا البحث المنهج المقارن و هو منهج لبحث الظواهر الثقافية، التييستدل منها القرابة على التكوين. أي على في وجود أصل مشترك . فهو يعيد إنتاج ويقارن أقدم العناصر المشتركة في الميادين المختلفة للثقافة و المعرفة .
ونظراً لأهمية هذا الموضوع الثري والحافل بالمعارف و الميادين الواسعة الآفاق ، بات من الضروري التعرف على هذه الفئات المثقفة ، والتعرف على الأهمية البالغة التي يحملها المثقف. ومن هنا جاء سبباختياري لهذا الموضوع وفق عوامل ذاتية وهي :
رغبتي و ميلي لمثل هذه المواضيع ، و خاصة في المجال الثقافي، ومدى اهتمامي بهذه الفئة المثقفة لما لها من أهميةفي تكوين المجتمع .
وهناك أسباب موضوعية :
- توفر الدراسات في هذا الموضوع.
– وذلك للتعرف أكثر على هذه النخب المثقفة ، و العمل على تعزيز مكانتها في مختلفالميادين
ولعل من بين أهداف الدراسة :
هو محاولة إزالة بعض الغموض عن موج تركيبة هذه النخب المثقفة ، كون أن المثقف يعتبراللبنة الأساسية للنهوض بالمجتمعات . والمساهمة في نمو جوانبها خاصة الجانب الثقافي منها وأيضا دعوة النخبة المثقفة إلى إحداث الفعل التواصلي فيما بينها ، وتكوين رابطة أكاديمية علمية .
و من خلال بحثنا هذا اعتمدنا على :
1 –دراسة عمار بلحسن "انتلجنسياأم مثقفون في الجزائر"
تهدف هذه الدراسة إلى التحقق من مكانة ودور المثقف في المجتمع بصفة عامة ، و المجتمع الجزائري بصفة خاصة .
2 – دراسة هشام شرابي " المثقفون العرب والغرب "
حاول من خلال هذه الدراسة تحليل التغير من وجهة التاريخ الفكري، موجها النظر إلى مثقفيهذه المرحلة عبر أدوارهم .
وقد واجهني في هذا البحث جملة من الصعوبات وهي :
1– في بداية الأمر واجهتي صعوبة وصول الموافقة على الموضوع واختياره
2- قلة المصادر خاصة في جانب المفكر مالك بن نبي (تشابه في الأفكار)
3- صعوبة الترجمة .