الخلاصة:
وفي ختام موضوعنا هذا نستنتج أن زاوية بن عرعار بيض القول من بين الزوايا العريقة المتعددة لهذا الوطن الشاسع التي تزخر بتراثها الفكرية من المخطوطات القيمة والثمينة إلا أن هذا الزخم الفكري الهائل يبقى حبيس المكتبات والخزائن الشعبية ولا تمتلك الوسائل اللازمة لحفظ هذا التراث من عوائد وعوامل الزمن. كما أن المخطوطات تعتبر ذلك النوع من من الكتب التي كتبت بخط اليد لعدم وجود طباعة وقت تأليفها وتمثل مصادر للمعلومات تخص دراسة لموضوعات متعددة ، يعتمد عليها عدد من الباحثين بشكل كلي أو جزئي على المعلومات الواردة فيها. كما لا يخفى على أحد ان منطقة الصدارة خاصة عائلة بن عرعار بيض بن القول خاصة كان ولا تزال منارة للعلم وقبلة لطلابه إلى يومنا هذا في تحفيظ القرآن الكريم وترسيخ تعاليم الدين. ومما سبق التطرق إليه أن خزانة الزاوية تضم بين رفوفها مجموعة من الكتب والمخطوطات المحفوظة في مختلف العلوم، والتي يجب على المهتمين والباحثين بهذا المجال بإخراجها من هذه المخازن ونفث الغبار عليه، ولكن هذا لن يكون إلا بتظافر الجهود إبتداء من مالكي المخازن، بالإضافة إلى ااجهات المعنية بالحفاظ على التراث بالتفكير لسياسة تتمكن من خلالها التقرب من المالكين وأصحاب هذه المخطوطات، لتقدم لهم الدعم اللازم سواء أكان ماديا أو من حيث إمدادهم بالمتخصصين أو تكوينهم في مجال التقنيات الحديثة للحفظ والصيانة، و إخراج هذا التراث ونشره للمهتمين والباحثين والطلبة ويكون في متناول الجميع لدراسته وتحقيقه وهذا هو السبيل الوحيد لإنقاذه من الضياع وخزانة زاوية بن عرعار بيض القول ليست إلا واحدة من بين العديد من الخزائن المنتشرة هنا وهناك عبر ربوع الوطن. فالمخطوط إذن كنز ثمين لا يمكن أن يقدر بثمن أو ثروة وينبغي أن يعي هذا الأمر جميع الباحثين في هذا المجال وغيره والدارسين الذين عزفوا عن المخطوطات وراحوا يلتمسون الخير في سواها فمنزلته رفيعة ومكانته فوق كل مكانة إذ لولاه لكان علم الأولين قد ولي واندثر. وفي الأخير نرجوا من القائمين على المخطوطات الأخذ بالاقتراحات والعمل كل العمل على إحصاء هذه المخطوطات والكتب القيمة إحصاءا تقنيا يواكب التطورات الحالية وجردها لجميع الخزائن وإقامة الملتقيات الوطنية والدولية خاصة في ترميم المخطوطات والعمل على رقمتنها في شكل صور لحفظها للأجيال القادمة وصونها من التلف خلال مناولتها من قبل الإنسان وتشجيع الباحثين لإبرازها في المجتمعات وإثراء الناحية العلمية والتاريخية لتوظيف المختصين في الحفظ و الترميم وهذا من شأنها الحفاظ عليها ومراقبتها.